> المنشورات > Passage au crible (arabe) > PAC 30 – ما بين التضامن العالمي والمنافسة الاستراتيجية للمانحين

PAC 30 – ما بين التضامن العالمي والمنافسة الاستراتيجية للمانحين كارثة الفيضانات الغزيرة التي اجتاحت باكستان يوليو 2010

كليمن بول Clément Paule

ترجمة وائل الزغل

Passage au crible n°30

أكد المتحدثون باسم العديد من المنظمات الانسانية التابعة للامم المتحدة عن قلقهم الشديد ازاء الوضع الصعب لملايين النازحين الباكستانينن ,وتشدد هذه التصريحات على نقص الغذاء و الماوى مع اقتراب فصل الشتاء ,وذلك بعد ثلاثة اشهر من بدء هطول الامطار الغزيرة والتي اجتاحت الباكستان منذ 26يوليو 2010 وغطت هذه الفياضانات الهائلة ما يقار خمس, البلاد و التي تمتد من منطقة–خيبر –والتي تقع في الشمال الغربي- ولغاية الجزء الجنوبي من ولاية السند ,وبحسب الاحصائيات فان عدد القتلى قد يصل الى 1800 قتيل و 14مليون مشرد واضرار تقدر بنحو 43 مليار دولار عوضا عن الاضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي و اللذي تقوم عليه اقتصاد البلاد ,وبحسب مسؤلين بالامم المتحدة فان هذه الفياضانات تعتبر من اسوء كارثة عرفتها الباكستان في التاريخ . وبالتالي فان العديد من المحللين يتحدثون عن مستقبل غامض للبلاد في الوقت الذي تكثف فيه السلطات الباكستانية حربها الداخلية ضد الحركات الاسلامية .

نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية

تجدر الاشارة الى ان الباكستان –البلد السادس عالميا من حيث عدد السكان – عرضة الى الاخطار الطبيعية لا سيما الزلازل و المائية منها ,فمنذ بدايات تسعينات القرن الماضي ضربت المنطقة العديد من الفيضانات العارمة و كذلك العديد من الهزات الارضية ,نذكر على سبيلالمثال تلك التي حدثت جراء الامطار الموسمية المصاحبة لفصل شتاء عام 1992 ادت الى الحاق اضرار بستة ملايين شخص و ادت الى مقتل 1300شخص . تحصى قاعدة بيانات الطوارئ EM-DAT التابعة لمركز دراسات أوبئة الكوارث عشرات الظواهر المشابهة منذ عام 1900. إذ تظهر هذه الأرقام أن التكلفة الاجتماعية والاقتصادية الناتجة بسبب هذا النوع من الطوارئ تتجاوز ما تسببه الزلاول المدمرة.

الإطار النظري

1. تدويل الكارثة : يجب التذكير هنا بان الكارثة تندرج في نظام من القيود التاريخية و السياسية و الاستراتيجية ,وبهذا المعنى فان ديناميات التدخل الانساني ينبغي ان يتم تحليلها مع الاخذ بعين الاعتبار هذه القضايا الاقليمية .
2. الادارة التنافسية للطوارئ: من الواضح جدا ان العديد من الانقسامات تطغى على المانحين و توجه توزيع الموارد الشحيحة وطرائق عملها ,وبعبار ة اخرى فان تشتت الاستراتيجيات و الاهداف يحول هذه المساعدة الى منافسة سواء على الصعيد الدوبلماسي او على صعيد الداخل الباكستاني .

تحليل

في البداية يجب تسليط الضوء على بعض الحقائق المتعلقة بهذه الكارثة و التي تقدم على انها عملية بطيئة – بعكس التسونامي 2004 والزلزال اللذي ضرب هايتي – الذي يتجلى تاثيره على مدى متوسط ,ومما ضاعف من الاضرار التي سببتها تلك الفياضانات هو الازمة الاقتصادية السائدة في هذا البلد و هو اللذي طلب مساعدة من صندوق النقد الدولي ,مع الاشارة الى ان اربعة ملايين هكتار من الاراضي قد غمرت بالكامل ,ممايضطر باكستان لاستيراد المواد الغذائية في محاولة لوقف ارتفاع اسعار محتمل .
وهذا ينذر باحياء توترات اجتماعية في بلد يعاني من التقسيم و الصراعات العرقية و خاصة السياسية و الدينية منها ,و يجدر التذكير ايضا بالدور المحدد للعسكريين الذين استولوا على السلطة عام 1999حتى عام2008 بقيادة الجنرال مشرف و علاقته المتناقضة مع الحكومة المدنية الحالية وبالاضافة لهذا الاعتبار فان السلطات المحلية و اللتي تعتبر الحليف التقليدي للولايات المتحدة تواجه منذ عقدين من الزمان تمرد الجماعات المسلحة المرتبطة بطالبان الافغانية .
تتكشف وراء هذا الخطاب التوافقي دبلوماسية حقيقية للكارثة تتكشف من خلالها الاهداف الاستراتيجية للدول المانحة وهذا ما يفسر المساعدات الامريكية الضخمة و التي وصلت الى نصف مليار دولار .وان كان هذا الالتزام قد يساعد في تحسين صورة واشنطن و التي شابتها الكثير من الاخطاء بسبب حرب افغانستان ,فهذا يهدف بالاساس الى دعم حليف تقليدي واللذي لا غنى عنه لوجودها في المنطقة .و بحسب السينتور الامريكي جون كيري فان الهدف من المنحة و التي تبلغ خمس مليارات على مدى خمس سنوات هو حماية الامن القومي الامريكي.
وتجدر الاشارة هنا الى ان النداء الذي وجهته الامم المتحدة و التي لم تجمع منه الى الان الا 39بالمئة من اصل 1,9 مليار دولار ,و بغض النظر عن الازمة المالية فان شروط التمويل تفسر هذا النقص والجهات المانحة تخصص اموالها في المقام الاولالى منظمات الامم المتحدة و المنظمات الغير حكومية الدولية او الحركة الدولية لجمعيات الصليب و الهلال الاحمر ,ومع ذلك فقد حاولت السلطات الباكستانية مؤخرا تاكيد دورها القيادي في عملية اعادة الاعمار و رفض الادارة المباشرة للمشاريع من قبل الجهات الخارجية .
و هذه المطالبة تبدو مصيرية لحكومة ضعيفة و منتقدة بشدة بسبب عدم كفائتها ,وبحسب بعض المحللين فان تعبئة الجيش – 160 الف جندي بنهاية اب اغسطس طغت على السلطة المدنية وهذا ما يجعل من الممكن اعادة سيناريو الانقلاب الذي حدث عام 1999 ,واخيرا اكد معلقون اخرون على الدور المتنامي للمنظمات الاسلامية -مثل جماعة اهل الدعوة او جماعة اهل السنة و الجماعة-في المساعدة بنزع شرعية نظام موالي للولايات المتحدة. لذلك يزيد ضعف الدولة الباكستانية من أهمية دورة المساعدات الدولية التي لا بد من مراقبتها.

المراجع

Jaffrelot Christophe (Éd.), Le Pakistan, carrefour de tensions régionales, Bruxelles, Complexe, 2002
OCHA (Office for the Coordination of Humanitarian Affairs), FTS (Financial Tracking Service), Table A: List of All Commitments/Contributions and Pledges as of 02 November 2010, 2 novembre 2010, consulté sur le site :http://www.reliefweb.int/fts 2 novembre 2010
Questions internationales, « Les catastrophes naturelles », (19), mai-juin 2006
Site internet de l’agence pakistanaise NDMA (National Disaster Management Authority) : http://www.ndma.gov.pk/