Mar 10, 2014 | Passage au crible (arabe), ﺍلصناعة الرقمية, ﺍلعولمة
مقال: أدريان شرقي Adrien Cherqui
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°108
Source: Flickr
شهد 19 فبراير 2014 نهاية عملية الوساطة بين المديرين التنفيذيين لأبل وسامسونج للاتصالات المتنقلة. تذكر أن هذه المحاولة لإيجاد حل وسط قد نتجت عن مبادرة محكمة سان دييغو في يناير 2014 التي شجعت المجموعتين لإيجاد ترتيبات لتجنب إجراء محاكمة جديدة.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
وفقا لمكتب أبحاث IDC ، تم بيع أكثر من مليار هاتف ذكي في عام 2013، 38 ٪ أكثر مما بيع في عام 2012. ثلاث شركات تحتل حاليا منصة المبيعات العالمية. باعت سامسونج 313.9 وحدة وهو ما يمثل 31.3 ٪ من اجمالي المبيعات في السوق عام 2013 في حين باعت أبل 153.4 مليون وحدة أي 15.3 ٪ . أما بالنسبة لثالث مجموعة وهي هواوي الصينية، فإنه لا يزال بعيدا وراء الشركتين مع 48.8 مليون وحدة فقط أي 4.9 ٪ من المبيعات.
تم بناء مجال الهاتف النقال على الابتكار وتطوير معايير تقنية جديدة منذ ظهوره في 6 مارس 1983 مع أول جهاز اتصال لاسلكي لموتورولا. سهل كل من تعميم الهواتف النقالة خلال عقد التسعينات وظهور معايير مبتكرة مثل GSM النظام العالمي للاتصالات المتنقلة، الجيل الثالث 3G، والآن الجيل الرابع 4G، دمج العديد من الخدمات مثل استغلال المحتويات السمعية والبصرية والتطبيقات و تصفح الانترنت. يتم الآن استغلال هذه الخدمات بالكامل من قبل الهواتف الذكية. نظم مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية تاريخيا حول عدد قليل من المصنعين متأثرا بهذه التغييرات المتعددة. يكرس العديد منهم مثل نوكيا و هواوي وسامسونغ و إل جي ، ومؤخرا أبل – مع انتاج أول جهاز أي فون في عام 2007 – الآن احتكار هذه القلة الذي يتميز بمنافسة شرسة، وخاصة في مجال البحوث والتنمية. تدفع في هذا السياق الديناميكيات التنافسية للاستخدام غير القانوني لبراءات الاختراع التي تمتلكها الجماعات المتنافسة.
يتواجه العملاقين سامسونغ و أبل في المحاكم منذ أبريل 2011 في عدة قضايا. يبقى التداول الأكثر دلالة في شهر آب عام 2012 حيث أدانت هيئة المحلفين شركة سامسونج لدفع أكثر من مليار دولار لأبل لانتهاك براءات الاختراع المتعلقة بأجهزة أي فون و أي باد. اتهمت سامسونج خلال هذه الإجراءات القانونية أبل أساسا باستغلال التقنيات والمعايير الفنية لبراءة اختراعه. كما تعتقد أبل من جانبها أن سامسونج قد سرقت تصميم أي فون وأي باد لتطبقها على جالاكسي أس وجالاكسي تاب. كما تستهدف القضية الراهنة أحد أنظمة التشغيل المنافسة لأبل iOS: أندرويد لجوجل التي تعتمده شركة سامسونج.
تم عرض في يونيو 2013 المعركة القانونية بين اثنين من أكبر شركات الهواتف النقالة أمام الأمريكية لجنة التجارة الدولية للولايات المتحدة، وكالة فدرالية مختصة في القضايا التجارية. اعترفت هذه الهيئة أن أبل انتهكت أحد براءات الاختراعات الرئيسية لسامسونج. منعت بعد ذلك لجنة التجارة الدولية للولايات المتحدة استيراد وبيع و توزيع شركة أبل لأدوات الاتصالات اللاسلكية وأجهزة الموسيقى المحمولة. ومع ذلك لم يتم تنفيذ هذا القرار أبدا. تجاهل في الواقع في 3 أغسطس 2013 الرئيس باراك أوباما وإدارته هذا القرار مما أدى إلى استجابة حادة من السلطات الكورية.
الإطار النظري
1. عبر وطنية سوق تكنولوجيا الهاتف النقال. تعتمد الشركات عبر الوطنية على منطق إنتاج محدد يؤدي إلى التعاون في مجال البحث والتنمية. ولكن كل من تجميع الموارد ، خفض التكاليف و زيادة الإنتاجية تدفع المنافسين للمزيد من التكامل.
2. القوة الهيكلية للشركات عبر الوطنية. تمتلك بعض العلامات التجارية العالمية للتكنولوجيا العالية القدرة على إعادة التكوين في منطقة و فرض بعض خياراتهم. يحدد هذا التغيير الهيكلي – على حد تعبير سوزان سترانج – هيكل الاقتصاد العالمي الذي تتفاعل في ظله المجموعات الأخرى.
تحليل
تمثل صناعة الهاتف النقال صناعة الديناميكية يتفاعل في ظلها العديد من الأطراف الذين يمتلكون الموارد للسيطرة على ثلاث صناعات : الهواتف النقالة والأجهزة والبرمجيات. تدفع العولمة وتطوير التقنيات المبتكرة الشركات إلى اللجوء إلى نماذج عمل جديدة تنطوي على تحسين نموها وتحسين الاستجابة وزيادة القدرة التنافسية. نلاحظ أيضا تطور الإنتاج المصمم أصلا للأسواق المحلية إلى منظمة موجهة نحو السوق العالمية. وقد أدى هذا التغيير الهيكلي الناتج عن العولمة لتدويل هذه الصناعة مما نتجت عنه العلاقة المعقدة بين سامسونغ وأبل.
تعمل سامسونج في جميع مراحل تطوير أجهزة الكمبيوتر ، والأقراص و الهواتف الذكية مع تجربة متفوقة على شركة آبل. إنها تمتلك الموارد اللازمة لإنتاج الأجهزة ذات التقنية العالية كمعالج الشاشة و البرامج و تسيطر على القطاع بأكمله. على الرغم من أن المجموعة الكورية تظهر كمنافس للشركة الأمريكية الكبرى أبل، يتم تنظيم منطق تعاون بينهما. نذكر أن المعالج A5المصمم من قبل شركة آبل والمصنع من قبل شركة سامسونج لا يزال يمثل جزءا أساسيا في جهاز آي باد 2 و آي فون 4 أس. الإضافة إلى ذلك، سيتم تصنيع رقاقة A8 التي من شأنها أن تدخل في صناعة أجهزة أبل مستقبلا يتم تصنيعها من طرف شركة تايوان لتصنيع أشباه المواصلات TSMC. ومع ذلك ، فإن الشركة الأمريكية لن تتخلى عن الشركة الكورية المسؤولة عن 30 ٪ إلى 40 ٪ من إنتاج هذا المكون في المستقبل لتفادي النقص.
يميز اليوم الترابط صناعة المركبات الالكترونية المستخدمة لتصميم الهواتف المحمولة و اللوحات. وبعبارة أخرى توفر سامسونج الخبرات و قدرات التصنيع التقني لشركة أبل في حين أن أبل تفتح لها سوقا جديدة. تتمثل هذه الظاهرة في رأسمالية التحالف التي أشار لها الاقتصادي الأمريكي جون دانينغ . وبعبارة أخرى، ينظم الهيكل القائم على التنافس-التعاون الآن العلاقات الدولية الجديدة بين الشركات.
يرافق منطق الإنتاج هذا نشر التكنولوجيات الذي يشارك في إعادة توزيع السلطة في صناعة الهواتف النقالة. لقد أدت خصائص هذا المجال التنافسية العالية لاستخدام بعض معايير الملكية الفكرية التي أصبحت أساسية. نذكر أنه خلال المحاكمة الأولى بين آبل و سامسونج، أشارت الشركة الكورية على وجه الخصوص إلى براءات الاختراع المتعلقة ببث الجيل الثالث 3G. إن هذه الممارسة أقرب إلى مفهوم عالم الاجتماع اولريش بيك القانون الخاص و الذي يخص هنا المعايير التقنية ، مما يدل على العجز النسبي للدولة و يتحدى مفهوم الدولة المشرعة.
المراجع
Balzacq Thierry, Ramel Frédéric (Éds.), Traité de relations internationales, Paris, Presses de Science Po, 2013
Laroche Josepha (Éd.), Passage au crible, l’actualité internationale 2012, Paris, L’Harmattan, 2013. Coll. Chaos International
Le Monde, « Brevets : Apple et Samsung échouent à s’entendre aux États-Unis », 23 février 2014, disponible à l’adresse suivante : http://www.lemonde.fr/technologies/article/2014/02/23/brevets-apple-et-samsung-echouent-a-s-entendre-aux-etats-unis_4371831_651865.html
Mosca Marco, « Les tops et les flops du marché des smartphones en 2013 », Challenges, 28 janvier 2014, disponible à la page : http://www.challenges.fr/high-tech/20140128.CHA9712/samsung-apple-huawei-lg-les-tops-et-les-flops-du-marche-des-smartphones-en-2013.html
Strange Susan, Stopford John, Henley John S., Rival States, Rival Firms: Competition for World Market Shares, Cambridge, Cambridge University Press, 1991
Strange Susan, Le Retrait de l’État. La dispersion du pouvoir dans l’économie mondiale, trad., Paris, Temps Présent, 2011
Strange Susan, « States, Firms and Diplomacy », International Affairs, 68 (1), 1992, pp. 1-15
Mar 6, 2014 | Passage au crible (arabe), ﺍلتجاﺭة الدولية, ﺍلصناعة الرقمية
مقال: روبان بارو Robin Baraud
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°107

Pixabay
أعلنت شركة جوجل يوم الأربعاء 29 يناير 2014 عن بيع شركة موتورولا لشركة لينوفوب2.91 مليار دولار ، رغم أن شراءه قد كلفها 12.5 مليار دولار في عام 2012. تبدو لأول وهلة إعادة بيع رائد الهواتف النقالة هذه خسارة ، والتي لم يتم تصحيحها على الرغم من فقدان كبير للوظائف. ومع ذلك، يجب أن نشير لبيع ألفي براءات الاختراع التي تمتلكها موتورولا فقط من أصل 15 ألف للينوفو. بالإضافة إلى ذلك، فإن لينوفو سيستفيد من اتفاقيات التشغيل على جزء من البراءات المتبقية (15 ألف).
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
لقد اكتسب شركة لينوفو شهرة عالمية في عام 2005 مع شراء قسم أجهزة الكمبيوتر المحمولة لشركة آي بي إم. بلغ مبلغ الصفقة ما يعادل أكثر من ثلاثة أضعاف قيمته. بعد الانتهاء من دمج هذه الخدمة وتغيير القيادة في منتصف عام 2013، احتلت لينوفو في هذا المجال مركز أكبر منتج في العالم. كانت الشركة تبحث من وراء هذه الصفقة عن نقل تكنولوجيا وصورة آي بي إم، إضافة إلى علامة ثينك باد المتجذرة في الأسواق الغربية.
إن ما يقرب من 70 ٪ من الهواتف الذكية التي تباع في العالم اليوم مجهزة بنظام تشغيل أندرويد. وفر غوغل هذا النظام للمصنعين كقاعدة برامج تمكنهم من إجراء عدد من التغييرات للتكيف مع احتياجات منتجاتهم. أبرز شركاء جوجل – بما في ذلك آش تي سي التايوانية ، سوني اليابانية أو سامسونج الكورية الجنوبية – قلقهم من شراء موتورولا في عام 2012، خوفا من أن هذه الشركة ستصبح مع مرور الوقت الموزع الوحيد للهواتف الذكية أندرويد. بدأت جوجل في عام 2010 في ظل شراكة مع الشركات المصنعة – آش تي سي ، و سامسونج ، وآسوس و LG – بإنتاج مجموعة من الهواتف الذكية واللوحات الرقمية منخفضة السعر مع نسخة من نظام تشغيل أندرويد غير معدلة. وبالتالي فإنه يبدو منطقيا تخوف هذه الشركات من استراتيجية جوجل التي تعتبرها محاولة لتجاوزها.
استخدمت جوجل في الحرب مع منافسيها الرئيسيين براءات الاختراع المكتسبة مع موتورولا. خسرت 27 فبراير 2012 دعوى قضائية كبيرة ضد شركة أبل أين طالبت بسحب أجهزة آي باد و آي فون من السوق لأن أبل قد استخدمت بعض الملكية الصناعية لموتورولا. يتم في الواقع دفع من 5 إلى 15 دولار إلى شركة مايكروسوفت لتعويض استخدام براءة اختراعها عند كل عملية بيع أحد أجهزة أندرويد.
احتلت لينوفو اليوم مرتبة ثالث أكبر منتج عالمي للهواتف الذكية وراء أبل و سامسونج مع شرائه لشركة موتورولا موبيليتي. بعد دخولها في السوق المنخفضة في الصين، تخطط الشركة الآن للاستثمار في السوق المتوسطة لتدخل في عام 2014 في الأسواق الأمريكية و الأوروبية. يمكن أن تسهل لها في هذه الحالة العلامة التجارية لموتورولا و وجودها الكبير هذا الانتشار. وبعبارة أخرى ، يمثل نقل التكنولوجيا أولوية ثانوية في هذه الصفقة. في الوقت الذي كان حدد في 23 يناير 2014 شراء مجموعة من حواسيب IBM القديمة بسعر 2.3 مليار دولار. نظرا لأسباب مماثلة لتلك التي تدخلت في صفقة شركة موتورولا موبيليتي ، أبدت لينوفو في نوفمبر 2013 نيتها في شراء شركة بلاك بيري. لكن السلطات الكندية أبدت رفضها خوفا من أن تصبح الشركة صينية.
الإطار النظري
1. الملكية الفكرية كأداة للمنافسة عبر الوطنية. تم تحرير التجارة العالمية بالتوازي مع تجانس التشريعات الوطنية المتعلقة بحماية الملكية الفكرية. هذا ما مكن الشركات الممتلكة لبراءات اختراع من أن تمنع قانونيا منافسيها من إنتاج سلع – مادية أو معنوية – تعادل منتوجاتها.
2. بحث الشركات عبر الوطنية عن مدخول الاحتكار. لا يتخوف اللاعب الاقتصادي الذي يحتل مكانة احتكارية منطقيا من أي منافسة في مجال صناعته. وبالتالي فإنه لا يسعى لتطوير مزايا منتجاته لمواجهة المنافسة، وإنما يسعى لمواصلة الهيمنة من جانب واحد. يتبين في الواقع أن مواجهة منطق المنافسة مكلف مما يجعل من العقلاني إنشاء احتكار لتعزيز الأرباح.
تحليل
يسمح نظام حماية الملكية الخاصة الذي تدافع عنه منظمة التجارة العالمية خلق الاحتكارات على براءة اختراع التكنولوجيا بهدف تمكين الشركات من تحقيق عائدات من استثماراتها في البحث والتطوير. يؤكد هذا الإجراء لتنظيم الاقتصاد العالمي الذي يسعى لتشجيع الابتكار والتقدم عدم وجود نوع من المنافسة الكاملة المثالية. عززت هذه الأحكام في مجال الهواتف النقالة احتكار قلة من الشركات عبر الوطنية. التي تحقق فوائدا نتيجة التفاوض بشأن استخدام العديد من براءات الاختراع الأساسية لتطوير منتجات تنافسية. يمكن أن نصنف هذه الأوراق المفيدة في تطوير الهواتف النقالة إلى فئتين رئيسيتين. من جهة تلك التي تخص الجزء المادي للجهاز ومن جهة أخرى تلك المتعلقة ببرنامج التشغيل. تخص المنافسة الحالية بين الهواتف الذكية بشكل رئيسي الجزء الثاني. على الرغم من المساهمات الهامشية في التكنولوجيا الحالية – فتح الاعتراف باللمس لشركة أبل على سبيل المثال –، يبقى تحسين أداء مكونات أجهزة الهاتف محدودا بسبب قدرة البطارية التي يصعب تحسينها.
تمركز جوجل بشكل حصري تقريبا على تطوير البرمجيات مستغلا بالتالي الوضع. عملت الشركات المصنعة للهواتف الذكية المعتمدة على نظام أندرويد على تطوير إضافات من أجل التميز. يكرس تعليق استعداد الهاتف عندما يوجه المستخدم نظره له الذي اقترحته بعض الهواتف الذكية هذه الاستراتيجية، كما هو مبين على سبيل المثال عند سامسونج. ولكن هذه الممارسة تغطي تدريجيا القاعدة البرمجية أندرويد التي يصبح من الصعب التعرف عليها من قبل المستهلك. يمثل هذا الوضع إشكالا بالنسبة لجوجل ومنتجاته لضمان جمع وتحليل البيانات الشخصية ( جي مايل، GoogleMaps، الخ. ) ، والتي تروج نموذجه التجاري الذي لا يحتل الواجهة. يبقى هدفه الرئيسي هو حتى الآن وضع معيار حول منتجاتها ، مثل قام به مايكروسوفت مع أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر. تكمن مصلحة مثل هذا النظام الشامل في صعوبة منافسته نظرا لاعتماده من طرف أغلبية كبيرة من المستخدمين.
عززت جوجل احتكارها على تنمية قدرات أنظمة التشغيل للهواتف الذكية من خلال الحصول على براءات اختراع موتورولا مما أعطاها ميزتين رئيسيتين. تتمكن في البداية من تحدي منافسيها الرئيسيين بجعل جهودهم للابتكار أصعب و أكثر تكلفة. كما أنها تزيد من اعتماد شركائها على نظام تشغيل أندرويد. إضافة إلى العلامة التجارية موتورولا، تمتلك لينوفو أيضا معرفة تكنولوجية قيمة و تستفيد من الاندماج الناجح لفرعها الجديد في سوق الولايات المتحدة. نظرا لأن الصين عضو في منظمة التجارة العالمية، فمن الضروري للشركات المتمركزة في هده الدولة شراء دخولهم إلى الأسواق المحمية من قبل العديد من براءات الاختراع مثل أسواق الهواتف النقالة.
المراجع
Andreff Wladimir (Éd.), La mondialisation, stade suprême du capitalisme ? Mélanges en hommage à Charles-Albert Michalet, Paris, PUN, 2013
Chiu Justin, « L’anarchie mondiale dans le secteur de la téléphonie mobile. La guerre des brevets entre les fabricants de smartphones », Passage au crible, Chaos International, 7 janvier 2013
Le Monde, « Google revend Motorola au chinois Lenovo mais garde les brevets », 30 janvier 2014, à l’adresse web : http://abonnes.lemonde.fr/technologies/article/2014/01/30/google-revend-motorola-au-chinois-lenovo-mais-garde-les-brevets_4356898_651865.html?xtmc=lenovo&xtcr=5, 3 mars 2014
Jan 7, 2013 | Passage au crible (arabe), ﺍلصناعة الرقمية, ﺍلعولمة
مقال: جوستين شيو Justin Chiu
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°82

Pixabay
أصدرت المفوضية الأوروبية في 21 ديسمبر 2012 إنذارا لشركة سامسونج لإنتقادها نظرا لمركزها المهيمن في السوق الأوروبية بسبب الاستخدام المفرط لبراءات الاختراع. في الواقع، تتواصل الدعوات القضائية لانتهاك براءات الاختراع بين أبل وسامسونج في اليابان وكوريا الجنوبية وعدة دول غربية. يجب أن لا ننسى أنه في الولايات المتحدة على سبيل المثال، أجبرت المجموعة الكورية في أوت 2012 على دفع غرامة قياسية لأبل بقيمة مليار دولار.
أصبحت اللجنة عن طريق هذا الموقف أول مؤسسة عبر وطنية تتدخل في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين عملاقي الالكترونيات. ومع ذلك، يجدر بنا التساؤل عن سبب اعتماد مصنعي الهواتف الذكية لبراءات اختراع منافسيها رغم ادراكها لخطر المتاعب القانونية التي تنتج عن ذلك.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
يجسد تطور سوق الهواتف النقالة التقدم التقني منذ إطلاق موتورولاDynaTAC 8000، أول هاتف محمول تم تسويقه في الولايات المتحدة سنة 1983. ولكننا انتظرنا وصول النظام العالمي للاتصالات المتنقلة GSM ( أو الجيل الثاني للمعيار الرقمي 2G) في منتصف التسعينيات لإزدهار هذا السوق. تطور مع هذه التكنولوجيا المتقدمة نقل البيانات من البث التناظري الى الرقمي، كما تم تقليص تكلفة الاتصالات إلى حد كبير. منذ ذلك الوقت، يتميز قطاع الاتصالات بطابعه المالي. بعد فوضوية هذا القطاع على المستوى العالمي، تعددت عمليات الاندماج والاستحواذ -خاصة في البلدان النامية- بعد أن تحول المشغلون الرئيسيون إلى شركات خاصة.
مع ظهور معيار الجيل الثالث G3 في منتصف سنة 2000، دخلت صناعة الاتصالات مرحلة تحول، حيث سمح معدل البث العالي بادماج الخدمات الجديدة – استخدام المحتويات والتطبيقات السمعية البصرية- في الهاتف النقال. أدى هذا الوضع إلى ظهور نظام اقتصادي جديد يتميز بتفاعل ثلاث صناعات: الهواتف النقالة، الالكترونيات والبرمجيات. ومع ذلك، يخسر اليوم شركات الاتصالات الذين كانوا يسيطرون على معظم الفوائد أرباحها لصالح الشركات المصنعة للهواتف الذكية، والتي تعتمد على مواردها التقنية المتطورة لربط أفضل بين هذه الصناعات الثلاث.
تجدر الإشارة إلى أن السوق العالمية للهواتف الذكية في تطور مستمر، حيث شهد نموا بنسبة 40٪ في الثلاثي الثاني من عام 2012 مقارنة مع 2011 مع بيع 153.9 مليون وحدة. سيطر كل من سامسونج وأبل على ما يقرب من نصف السوق. تملك شركة سامسونج الناشطة في صناعة الاتصالات منذ سنوات عديدة عددا كبيرا من براءات الاختراع الخاصة بمعايير أساسية لمعيار الجيل الثالث 3G التي لا يمكن أن يستغني عنها المصنعون الآخرون. أما بالنسبة لأبل، فترتبط براءات اختراعها بواجهات التحكم والتصميم التي ألهمت أغلب مبدعي الهواتف الذكية. رغم تبادل تقنيات الهاتف الذكي بين الشركات المصنعة، إلا أنها تخوض حربا تجارية شرسة من أجل إيجاد سبل جديدة لزيادة مبيعاتها. يمثل اعتماد المحكمة لوقف مبيعات المنافسين استراتيجية نهائية. منذ الشكوى الأولى لنوكيا ضد أبل في اكتوبر 2009، تميز المنازعات المتعلقة بالبراءات التي تجمع مصممي الهواتف الذكية الأنباء العالمية.
الإطار النظري
.1 فوضوية قطاع الاتصالات. يدل تضاعف و تدويل القضايا بين منتجي الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية على غياب إدارة عالمية للاتصالات. في الواقع، تبدو الأنظمة المعمول بها في الاتحاد الدولي للاتصالات، والتي وضعت المبادئ العامة في هذا المجال اليوم غير مناسبة تماما. في الواقع، لم يتم مراجعة هذه المعاهدة حتى المؤتمر العالمي للاتصالات الدولية، الذي عقد في ديسمبر عام 2012. أبرز اتفاق منظمة التجارة العالمية بشأن الاتصالات الذي وقع في عام 1997 فوضوية خدمات الاتصالات، ولكن تنظيم هذا القطاع يصعب لأنه كان تحت سيطرة الدول. ومع ذلك، تبقى اللوائح التنظيمية وطنية والقرارات القانونية مجزأة في ظل غياب سلطة قادرة على حل النزاعات على نطاق عالمي.
.2 انتشار عبر وطني للتقنيات. إذا كانت القواعد والمعايير في مجال الاتصالات تبدو اليوم متحدة في جميع أنحاء العالم، فيرجع ذلك إلى تزود الشركات في سوق عالمية منذ ثلاثة عقود. تمكن هذه العملية من التشغيل البيني لخدمات الهاتف الجوال، خاصة لأن الاتصالات الدولية تمثل حاجة ماسة لكل من الشركات والأفراد. تحتل الشركات المصنعة للهواتف الذكية قلب الصناعات الإبداعية و يمثل الهاتف الذكي منتجا مصمما للسوق العالمية. نظرا لتراكم و تبادل التقدمات التقنية، تضطر هذه الشركات لخلق منتجات أفضل من الناحية التفنية باستمرار. وفقا لهذا المنطق، يبدو الاستخدام –حتى الغير قانوني– لبراءات اختراع مصرح بها ضروريا وإلزاميا.
تحليل
وفقا لمارسيل موسMarcel Mauss ، تشكل التكنولوجيا – الإختصاص الذي يدرس التقنيات- جزءا لا يتجزأ من علم الاجتماع. وبعبارة أخرى، إن معالجة موضوع صناعة الهاتف الذكي في سياق العلاقات الدولية لا تهدف لإحصاء الأداء الاقتصادي وتقدم الابتكار التي وصلت إليه هذه الشركات. ومع ذلك، فمن المهم أن نفهم كيف تؤثر التغيرات السريعة والمكثفة للقطاع على مجتمعنا بعمق. في الواقع، فإن الهاتف الذكي ليس مجرد أداة للاتصال. يمثل في المقام الأول رمزا للنجاح الاجتماعي، كما يتضح من نجاح أول أجهزة بلاك بيري Blackberry التي امتلكها رجال الأعمال. ولكن أسلوب حياة الطبقة العليا سينتشر عاجلا أم آجلا بين شرائح المجتمع الأخرى، كما يساهم انخفاض أسعار المنتجات الالكترونيات الاستهلاكية في تعميم الهاتف الذكي. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الشبكات الاجتماعية والتطبيقات على صياغة طلب جديد لأن المستخدمين ا بحاجة اليوم إلى الترابط باستمرار مع العالم الخارجي.
تتميز السوق العالمية للهواتف الذكية باحتكار عدد قليل من الشركات عبر الوطنية. هذا راجع لصعوبة دخولها دون عدد كبير من براءات الاختراع والموارد القانونية. تنظم المنافسة من خلال نشر نتائج المبيعات الفصلية على شكل حصص السوق. بما أن السوق العالمية في توسع مستمر، يجبر الأطراف على دخول أسواق جديدة لتفادي تراجع مكاسبها وانخفاض قيمها السوقية بسرعة. كما تجدر الإشارة إلى أن معدل حياة منتجات تكنولوجيا المعلومات في انخفاض مستمر، في حين أن تكلفة الاستثمار في البحث والتطوير في ازدياد. لذلك تعاني للشركات التي تشهد صعوبات في للخروج من هذه الحلقة المفرغة في حين تستفيد الشركات المهيمنة لتعزيز مبيعاتها. ولهذا السبب، فإن المفوضية الأوروبية تذكر سامسونج بضرورة التنازل عن بعض ترخيصات براءات الاختراع التي تعتبر معايير أساسية للصناعة. ولكن براءات الاختراع التي تشهد صراع شركة آبل وسامسونج لا تؤثر على وظائف الأجهزة. هذا ما يفسر لماذا تجد سامسونج نفسها في كثير من الأحيان أمام المحاكم.
إذا كانت هجمات مصنعي الهواتف الذكية القضائية لا تزال شديدة، تجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعات تتفاوض باستمرار خارج المحاكم. في نوفمبر 2012، تفاجأ الجميع على سبيل المثال باتفاق بين أبل و أش تي سي HTC أدى إلى وضع حد للإجراءات القانونية المفتوحة منذ مارس 2010 وترخيص لمدة عشر سنوات يمكنهما من تشارك براءات الاختراع الحالية والمستقبلية. في الواقع، لم تبقى الشركة التايوانية المتأثرة بالمحاكمات هدفا لأبل. بعد أن كانت أش تي سي شريكا لغوغل ومايكروسوفت لفترة طويلة، تمثل هذه الشركة اليوم حليفا ظرفيا لأبل.
من الواضح أن حرب براءات الاختراع بين سامسونج و أبل سوف تستمر ما دامت هذه الشركات تهيمن على السوق. ومن جهة أخرى، لا يكمن التحدي الحقيقي في براءات الاختراع بل في الاستراتيجيات التجارية للشركات المصنعة للهواتف الذكية وفي غياب تحكيم على مستوى العالمي.
المراجع
Commission européenne, « Abus de position dominante: la Commission adresse une communication des griefs à Samsung pour utilisation abusive possible de brevets essentiels liés à une norme de téléphonie mobile », Communiqué de presse, 21 déc. 2012, à l’adresse web : http://europa.eu/rapid/press-release_IP-12-1448_fr.htm, 28 déc. 2012
Elias Norbert, La Dynamique de l’Occident, trad., Paris, 1975
Le Monde, « Samsung condamné à verser plus d’un milliard de dollars à Apple », 25 août 2012, à l’adresse web: http://www.lemonde.fr/technologies/article/2012/08/25/guerre-des-brevets-apple-remporte-une-victoire-ecrasante-contre-samsung_175 0814_651865.html, 28 déc. 2012
Mauss Marcel, Techniques, technologies et civilisation, Paris, PUF, 2012
Musso Pierre, Les Télécommunications, Paris, La Découverte, 2008. Coll. Repères
Roseau James N., Sign J. P. (Ed.), Informations Technologies and Global Politics, The Changing Scope of Power and Governance, Albany, State University of New York Press, 2002
Strange Susan, The Retreat of the State. The Diffusion of Power in the World Economy, Cambridge, Cambridge University Press, 1996