Mar 15, 2015 | Passage au crible (arabe), الاتحاد الأوروبي, الهجرة الدولية, حقوق الإنساﻥ, شمال- جنوب
مقال: كاترين ويتل دي وندن Catherine Wihtol de Wenden
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n° 125
Source: Wikipedia
تميزت نهاية عام 2014 وبداية عام 2015 بكوارث المهاجرة الجديدة في البحر المتوسط. تم اعتراض سفينتي بضائع استأجرتها المهربون الذين تخلو عنهم، من قبل حرس السواحل الايطالية في جنوب شبه الجزيرة. كان على متن كل سفينة ما يقرب من 500 من طالبي اللجوء من سوريا والعراق، والذين يضافون إلى 230 ألف مهاجر دخل أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط في سنة واحدة. وفي الآونة الأخيرة، قد ذكر فقدان أكثر من 300 شخص ووفاة 29 آخرين في فبراير 2015 بالقرب من سواحل ليبيا أن شيئا لم يتغير منذ عام 2013. وأخيرا، هددت ليبيا إيطاليا في أوائل شهر مارس بإرسال سفن مهاجرين إذا استمرت في مشروع العمليات العسكرية ضد الدولة الاسلامية. وتتزامن هذه البيانات مع نهاية برنامج Mare Nostrum الذي نظمته إيطاليا بين نوفمبر 2013 ونوفمبر 2014. تم بالفعل الاستعاضة عن هذه العملية التي تهدف إلى إنقاذ المهاجرين الغرقى في البحر الأبيض المتوسط في نهاية عام 2014 بعملية تريتون الذي كان نتيجة مبادرة فرونتكس.
نبذة تاريخية
يمثل البحر الأبيض المتوسط أرض مواجهات وحوارات بين الجانبين. كما أصبح منذ تسعين عاما مفترق طرق لاضطرابات الهجرة الجديدة مما يشكك في السياسة الأوروبية التي تنفذها منذ ذلك الحين. تتمثل التدفقات غير النظامية الأولى التي مست الرأي العام في محاولة الوافدين الألبان الهبوط في إيطاليا في عام 1991 بعد سقوط الستار الحديدي. وتبعهم موجات من طالبي اللجوء العراقيين، بعد حرب الخليج الأولى والثانية. وكانت التدفقات في هذه الحالة مختلطة. وبعبارة أخرى، كان اللاجئون أيضا في طالبوا عمل. لذلك جاؤوا في كثير من الأحيان في قوارب كبيرة مستأجرة من قبل المهربين، منذ أن تم تأمين الوصول إلى أوروبا عن طريق نظام تأشيرة شنغن منذ عام 1986.
بعد ذلك، أصبحت موجات الوفود السرية تشبه أكثر عمليات مافيا صغيرة. كانت تخص أساسا الشباب بين المغرب ومضيق جبل طارق والسنغال وجزر الكناري وخصوصا بين ليبيا وتونس وجزيرة لامبيدوزا التي تقع على بعد 130 كيلومترا من الساحل التونسي و 200 كم من جزيرة صقلية. جمعت مناطق مرور أخرى مثل مالطا وقبرص السياح وطالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين الباحثين عن العمل. وعلاوة على ذلك، مر لاجئوا المغرب العربي والشرق الأوسط عبر حدود نهر إفروس بين تركيا واليونان أو عبر الأراضي الأسبانية سبتة ومليلة في المغرب. وقد قلصت الاتفاقيات الثنائية بين السنغال والمغرب واسبانيا عدد حملات العبور عبر مضيق جبل طارق وجزر الكناري. ولكن المرور بلامبيدوزا ازداد بعد أن فقدت ليبيا السيطرة على التدفقات على أراضيها، حيث لم تصبح تلعب دور القفل على إثر الاتفاقات التي أبرمتها مع إيطاليا وفرنسا سابقا. أعلن مدير فرونتكس في مارس 2015 أن عدد المهجرين الذين يمكن أن يصلوا من ليبيا إلى الساحل الإيطالي قد يصل إلى المليون مهاجر. أما بالنسبة للجهة الشرقية للمتوسط، فسوف تتعرض لوفود المهاجرين السوريين في تركيا (1.5مليون)، والأردن (800 ألف) و لبنان (1.5 مليون). وأمام هذا الوضع، أمام كل غرق سفينة مليئة “بالحراقة” (“حارقو الحدود ” بين المغرب العربي وأوروبا) أو بعائلات اللاجئين، اقتصرت الردود الأوروبية على التأكيد على تخصيص موارد لفرونتكس بهدف “تقاسم العبء”.
الإطار النظري
1. فجوة الهجرة. تم تحليل هذه النقطة من قبل فيليب مارتن وجيمس هوليفيلد حول الولايات المتحدة ومفارقة الدولة الليبرالية التي تصبح دولة أمنية. وفيما يتعلق بالمنطقة الأورومتوسطية، يجب دراسة الفجوة المتنامية بين من جهة التحليلات المتقاربة للخبراء الذين يعتبرون التنقل كعامل رئيسي في التنمية البشرية في المنطقة من جهة؛ ومن جهة أخرى، ملاحظة السياسة الأوروبية المدفوعة خصوصا بسبب ضغط الدول القومية التي تعاني من صعود اليمين المتطرف والنهج الأمني في التعامل مع الهجرة. ولكن هذه السياسة تنطوي على تكلفة بشرية، مالية ودبلوماسية مرتفعة. كما تتعارض مع الاحتياجات الاقتصادية والديموغرافية لأوروبا، التي تتطلب اختيارا عقلانيا للدخول الطوعي نوعا ما، واحترام حقوق الإنسان في الهجرة القسرية (اللاجئين) والتي يكفلها القانون (جمع شمل الأسرة، القصر غير المصحوبين).
2. تنافس إجراءات الرقابة على الحدود. نتجت الآلية الأوروبية عن مجموعة من التدابير المنفذة منذ تطبيق نظام شنغن عام 1985. تؤثر التدفقات أساسا على بلدان جنوب أوروبا أمام لامبالاة وغياب تضامن الدول الشمالية. وقد أدى هذا الفارق إلى اختلافات بين الدول الأوروبية حول كيفية تعامل بلدان جنوب أوروبا مع الوافدين غير النظاميين، مع تركهم بمفردهم أمام انفجار الدخول، على الرغم من أن الغالبية العظمى من المهاجرين غير الشرعيين دخلوا قانونيا ثم قاموا بتمديد فترة إقامتهم. يتمثل نظام التحكم الثاني المتميز بالحكم الذاتي فيما يتعلق بالقيود الأوروبية في التوقيع على اتفاقيات ثنائية مع دول الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط : وقعت الدول الأوروبية المتوسطية على سبيل المثال أكثر من 300 اتفاقيات إعادة القبول في العالم لسنة 2015. من جانبها، أكدت فرنسا خمسة عشر اتفاقية على غرار إيطاليا وإسبانيا. تؤيد هذه النصوص التزام بلدان الساحل الجنوبي – التي غالبا ما تصبح بلدان هجرة وعبور – باسترجاع المهاجرين العائدين إلى ديارهم أو ارسال المهاجرين الذين عبروا منها إلى بلدان أفريقيا السوداء في مقابل ترخيص الإقامة للأفراد الأكثر تأهيلا وسياسات تنموية. طبقت بعض البلدان، مثل ليبيا في أيام العقيد معمر القذافي، دبلوماسية الهجرة، لإدراكها للدور الذي يمكن أن تلعبه كقفل للسكان الأوروبيين. أخل كل من الأزمة الليبية والكارثة السورية بهذا الجهاز، مما تسبب بانتقال حوالي 4 ملايين لاجئ في سوريا ، وهو رقم قياسي في المنطقة، تجاوزه فقط الفلسطينيون والأفغان.
تحليل
من بين بلدان البحر الأبيض المتوسط، تمثل إيطاليا الدولة الأكثر نشاطا في مواجهة المأساة التي جعلت من البحر الأبيض المتوسط مقبرة واسعة وقضية أمنية عالمية. وقد مثل بحر “الأرض الوسطى” هذا دائما مكانا للمرور باعتبار حدود أوروبا تمر بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. ولكن من دون تأشيرات، أصبح عبوره خطيرا للغاية اليوم لعدد كبير من الأفراد. كما أصبح اليوم منطقة نشطة حيث تستغل الشبكات الإجرامية يأس الشباب البطالين الذين يعانون من عدم وجود مستقبل في الجانب الجنوبي. أصبح هذا الوضع أكثر إثارة للقلق مع عدم تمييز الرأي العام الهجرة عن الإرهاب. كما أنها لا تأتي من نهج وطني للسيطرة على الحدود.
تنتج أزمات الهجرة أساسا عن الأزمات التي تزعزع استقرار المنطقة؛ حيث يمثل السوريون والاريتريين على سبيل المثال نصف الوافدون إلى إيطاليا حيث أنقذ برنامج Mare Nostrum 170 ألف شخص. ولكن مع تريتون، لم يعد الانقاذ يعتبر أولوية. يكفي القول أن أوروبا لم تتمكن من تبني سياسة مشتركة. ومع ذلك، تتناقض مسؤوليتها في الوفاة مع النهج الإنساني اتجاه بلدان الجنوب وبياناتها حول حقوق الإنسان. كيف ستسعى أيضا للفوز في المنافسة الدولية إذا حبست نفسها في قلعة مكونة من هيكل هرم للسكان ؟ كيف يمكنها الاعتماد على المسرح العالمي إذا رفضت النظر في الهجرة كأولوية دبلوماسية؟
المراجع
Wihtol de Wenden Catherine, Faut-il ouvrir les frontières ? Paris, Presses de Sciences-Po, 2014.
Wihtol de Wenden Catherine, Pour accompagner les migrations en Méditerranée, Paris, L’Harmattan, 2013.
Feb 11, 2015 | Passage au crible (arabe)
مقال: فيليب هيجون Philippe Hugon
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n° 124
عقدت قمة الاتحاد الافريقي الرابعة والعشرون في أديس أبابا في الفترة بين 21-28 يناير 2015. ركزت القضايا الرئيسية على “مقعد التمكين وبرنامج التنمية النسائية نحو 2063 “. كما نوقشت مسألة تفشي الإيبولا مع طلب إلغاء الديون بنسبة 3 مليار دولار امريكى لثلاث دول: غينيا وليبيريا وسيراليون. اجتمع مجلس السلم والأمن في 29 جانفي مع حضور 15 رئيس دولة، ولكن في غياب الرئيس النيجيري جوناثان جودلاك. تناولت هذه المجموعة في جدول أعمالها مكافحة الإرهاب مستهدفة على وجه التحديد بوكو حرام. وقد اقترح تجنيد قوة متعددة الجنسيات متكونة من 7500 جندي تعتمد على تمويل الأمم المتحدة.
تمثل الحدث في تعيين رئيس زيمبابوي روبرت موغابي كالرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي. ضاعف هذا المستبد الذي يناهز عمره 90 عاما والذي يحتكر السلطة منذ 35 عاما كبطل للنضال ضد الفصل العنصري. يرمز انتخابه للتناقض بين البلدان الأفريقية والتوجه المعادي للغرب للوحدة الافريقية، على الرغم من عدم قدرة الدول الأعضاء على التعامل بشكل مستقل مع قضايا السلام والأمن أو حتى إيجاد حل لمشكلة الأوبئة. كما يعكس مدى اتساق حكم الكبار والرؤساء مدى للحياة أمام الشباب الأفريقي الذي يسعى لإيجاد مكانه في اللعبة السياسية معارضا بذلك التلاعبات الدستورية.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
عزز الاتحاد الافريقي التكامل السياسي لأفريقيا بتنفيذ الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا في عام 2002 وتحويل منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الافريقي الذي يجمع اليوم 53 دولة أفريقية. لا ينتمي المغرب فقط بسبب الموقف الذي اتخذته منظمة الوحدة الأفريقية والاتحاد الأفريقي لصالح استقلال الصحراء الغربية. كما تعزز الاتحاد الأفريقي على المستوى المؤسسي (جمعية العامة، مجلس التنفيذي، لجنة الممثلين الدائمين ومفوضية). تعمل المنظمة التي كانت في البداية منظمة تنسيقية الآن كمؤسسة تكامل على غرار الاتحاد الأوروبي.
حددت خطة العمل التي اعتمدت في واغادوغو في 12 أكتوبر 2004 خمس أولويات: 1 / التحول المؤسسي (برلمان افريقي)، 2 / الترويج للسلام (مجلس السلم والأمن)، والأمن البشري والحكم (المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب)؛ 3 / تطوير التكامل الإقليمي؛ 4 / بناء رؤية مشتركة داخل القارة، 5 / اعتماد بروتوكول المحكمة العدل للاتحاد الأفريقي. كما حددت أيضا تعيين رئيس الاتحاد الافريقي لمدة سنة واحدة، في حين يتم انتخاب رئيس اللجنة لمدة 5 سنوات.
حقق الاتحاد الافريقي ابتكارين رئيسيين مقارنة بمنظمة الوحدة الأفريقية:
/1 سمحت بفرض عقوبات على الدول الأعضاء التي لا تتوافق مع سياسات وقرارات الاتحاد الافريقي. وبالإضافة إلى ذلك، عزز ميثاق 2007 أهداف الديمقراطية والحكم الراشد. 2/ وأقرت الحق في التدخل عندما يهدد النظام الشرعي، و هذا ما يتعارض مع مبدأ عدم التدخل، حامي السيادة. وتنقسم القوة الإفريقية الجاهزة التي تأسست في عام 2003 و التي تهدف إلى حفظ أو دعم السلام إلى خمسة ألوية إقليمية متكاملة في الهندسة الأفريقية للسلام والاتحاد الأفريقي.
يبقى الواقع الفعلي بعيدا عن هذه المعايير لأن هامش نشاط الاتحاد الافريقي محدود أمام سيادة الدول الأعضاء الكبرى. وعلاوة على ذلك، فإنه يفتقر إلى الاستقلال عن الاتحاد الأوروبي في تمويله. ومع ذلك، شهد الاتحاد الافريقي مع اختفاء بعض القادة الأفارقة (القذافي، واد) الذين كانوا يريدون التقدم نحو حكومة الولايات المتحدة الأفريقية فقدان نفوذ كبير. خصوصا وقد اصطدم هذا الطموح مع إحجام جنوب أفريقيا، الانقسام بين أفريقيا العربية المسلمة وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وضعف التكامل الإقليمي.
وأخيرا، يعزز انتخاب روبرت موجابي رئيسا للمنظمة دور جنوب أفريقيا. نتج هذا الانتخاب مثل انتخاب السيدة دلاميني-زوما في يوليو 2012 رئيسة للجنة عن التحالفات خلال النضال ضد الفصل العنصري. كما تؤكد على الوحدة النسبية لكتلة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي أمام الجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا و الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والدول الفرنكوفونية الممثلة بالمنظمة الدولية للفرانكوفونية، وخصوصا نيجيريا.
الإطار النظري
يشير ضعف الاتحاد الأفريقي إلى نقطتين رئيسيتين.
1. صراع المصالح. يعكس الاتحاد الأفريقي التنافس بين الدول الأعضاء. تتميز بالمعارضة بين قوتين متنافستين: نيجيريا وجنوب أفريقيا. كلاهما تريد ممارسة الزعامة القارية وتهدف إلى احتلال منصب عضو دائم في مجلس الأمن الدولي.
2. تعبئة جماعية ضعيفة في صالح الأمن. يختفي الخطاب الأفريقي للباكس افريكانا pax africana أمام انخفاض التمويل وقلة الالتزام في صالح السلام والأمن. لم يتمكن أو لم يعرف الاتحاد الأفريقي ممارسة سلطته أمام النزاع وتطور الإرهاب والجهادية في ليبيا والسودان والصومال ومالي ونيجيريا ودول بحيرة تشاد في وسط أفريقيا أو حتى في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وهكذا، فإن القوة الافريقية لمكافحة بوكو حرام تواجه صعوبات مالية وصعوبة إنشاء نظام متعدد الأطراف. لذلك، تتدخل القوات الأفريقية وراء الجيوش الوطنية أو الثنائية قبل أن يتم في كثير من الأحيان نقلها من قبل قوات الأمم المتحدة.
تحليل
على الرغم من اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، لا يزال الاتحاد الافريقي حذرا حول التعدي على الحقوق في العديد من البلدان، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار والصومال وزيمبابوي. كما هو الحال للديمقراطية أو عندما يتعلق الأمر بمعالجة الثورات الشعبية (على سبيل المثال “الربيع العربي” منذ جانفي 2011). يهدف التلاعب الدستوري في معظم الحالات إلى التغلب على قواعد مضمونة من قبل المحاكم أو المجالس الدستورية. وتوجد بالتالي علاقة في أفريقيا بين مدة الولاية، وشخصنة السلطة ومخاطر النزاعات الاستبدادية. وهذا ما يفسر لماذا أدت انتخابات ذات طبيعة متناقضة للأزمة في كوت ديفوار (2000، 2010)، كينيا (2007، 2008)، زيمبابوي (2007) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (2011)؛ حيث لم يتم تجاوز الهوية المحسوبية الا في بعض الحالات النادرة (غانا والسنغال وكينيا في عام 2013).
يمثل انتخاب روبرت موجابي المتسلط تحديا للشباب الأفريقي. بالتأكيد، لا تزال له شعبية نظرا للنضال ضد مصالح التعدين البريطانية، لكن دوره في مكافحة الفصل العنصري من الماضي. يعاني الشباب الزيمبابوي اليوم خصوصا آثار الإصلاح الزراعي – إعطاء الأرض لقدامى المحاربين في الحرب – مما دمر زراعتهم. ولذلك فإنهم يخضعون لنظام يسيطر عليه الجيش. ولكن الشباب الأفريقي – قنبلة موقوتة أو عامل التغيير – يعتزم الآن للمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للقارة. ورغم تشكيلهم للأغلبية ديموغرافيا، يبقى الشباب أقلية اجتماعيا وسياسيا. من دون مستقبل، فإنهم يتأرجحون غالبا ما بين الاستسلام للأمر الواقع والاحتجاج. مما يدفع للاستماع أحيانا إلى التطرف بجميع أنواعه (معارضات الأئمة السنيين والشيعيين في السنغال ونيجيريا والكنائس الإنجيلية).
يشير انتصار موجابي أيضا إلى فشل الاتحاد الافريقي في مجال السلم والأمن. لقد دعت هذه المنظمة لتشكيل قوة تدخل أفريقية ضد بوكو حرام التي تواصل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية مبعدة نيجيريا المهتمة بشأن سيادتها الوطنية. ومع ذلك، ترافق اعلان نواياها ببساطة المبادرات الإقليمية للبلدان المجاورة لحوض تشاد، أعضاء لجنة حوض بحيرة تشاد والدعم اللوجستي من فرنسا و الولايات المتحدة. وأخيرا، فإنه مفتقد بشدة للتمويل والآراء، حيث تأتي 40٪ فقط من ميزانيتها من رسوم العضوية.
ما وراء الخطاب، يجب على الاتحاد الافريقي تنفيذ مبادئه المعلنة في الديمقراطية والحكم والتدخل. ولكن هذا يستوجب التمويل من طرف الدول الأعضاء، وخاصة تلك – التعدينية والنفطية – التي لديها موارد مالية كبيرة. يمكن لنقل السيادة وإنتاج السلع العامة على المستوى الإقليمي أن تفي تجاوز السيادة في سياق عابر للحدود. وبالمثل، فإن التكامل الاقتصادي الإقليمي تساعد مواجهة التبعية الاقتصادية للجهات الحكومية. ومع ذلك، تتطلب هذه العملية دول قوية وديمقراطية، قادرة على منع أي تفتيت جغرافي، سلطة عامة من شأنها أن تستند إلى مجتمع مدني وتعترف بحقوق الأقليات. ولكن الانتخابات موجابي تناقض هذا التوجه.
المراجع
Nougarel Fou, Briga LMI, L’architecture de paix et de sécurité en Afrique : bilan et perspectives, Actes colloques, Bordeaux, Ougadougou, nov 2012-oct. 2013
Philippe Hugon, Géopolitique de l’Afrique, 3e ed., Paris, SEDES 2013
Romuald Likibi, La Charte africaine pour la démocratie, les élections et la gouvernance, Paris, Publibook 2012
Dec 30, 2014 | Passage au crible (arabe), المنشورات
مقال: ألكسندر بوهاس Alexandre Bohas
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°123
تلقت شركة سوني مؤخرا عدة تهديدات بعد تصوير وإنتاج المقابلة التي تقتل! يسخر في الواقع هذا الفيلم من النظام الكوري الشمالي وينتهي مع اغتيال الرئيس الحالي كيم جون. سبق أن هوجمت أنظمة الكمبيوتر للشركة وتم كشف ونشر معلومات سرية في حوزتها. تخلت سوني في الوقت الراهن عن نشر هذا الانتاج في قاعات السينما.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
1. ظهور عصر ما بعد دولي. خرج العالم الذي كان يتميز باتجاهات متناقضة من التكامل و التجزؤ من عصر بين الدول المنصوص عليه في معاهدات وستفاليا التي وقعت في عام 1648. إنه يتميز الآن بالعديد من الجهات الفاعلة، والهويات والولاءات المجزأة والمتراكبة. لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار على نطاق واسع كما فعل جيمس روزنو وييل فيرغسون وريتشارد مانسباك باستخدام مفاهيم السياسات polities وفضاءات السلطة.
2. اقتصاد سياسي للثقافة. يساهم هذا الميدان الجديد الذي بني على ترابط الثقافة والاجتماع في اثراء تحليل العلاقات الدولية لأنه يشتمل على الجوانب السيميائية والأيديولوجية من الظواهر العابرة للحدود الوطنية. تبعا لهذا النهج، يعكس التمثيل الجماعي المجتمع الذي لوحظت فيه مع مشاركتها في إنتاجها. وبهذه الطريقة، يتطلب تحليل الثقافة فهم عمليات الانتشار الهائل والاستيلاء الرمزي التي تشكل قضية رئيسية لجميع أطراف المسرح العالمي.
تحليل
تخشى كوريا الشمالية على الرغم من سيطرتها على وسائل التوزيع والاتصالات من أن تخلق هذه الكوميديا الساخرة اضطرابات داخلية على الرغم من حكمها بيد من حديد. بالإضافة إلى ذلك، إذا عرف الفيلم نجاحا دوليا، فسوف يساعد على تشكيل تمثيل جماعي عالميا للعديد من البلدان خارج الولايات المتحدة، بما في ذلك نقل صورة كاريكاتورية منتقدة للعديد من الدول. نذكر كذلك أن النظام الكوري قد استخدم أيضا السينما كوسيلة للدعاية والإشعاع. نذكر أيضا في هذا الصدد أن كيم جونغ ايل، والد الزعيم الحالي، شرع في اصدار منتوجات سنيمائية كبرى عرفت نجاحا محدودا – مثل Souls Protest (2000) – خارج كوريا الشمالية.
يساهم العصر الرقمي الآن في تفاقم الصراعات القائمة. تعرف الدول سواء كانت استبدادية أو ديمقراطية أو تمارس الهجمات الإلكترونية باللجوء أحيانا إلى خدمات قراصنة محترفين مثل الشبكة الغير الحكومية أنونيموس. تمتلك كوريا الشمالية في هذا المجال وحدة محترفة مكونة من 3000 خبير. في هذه الحالة، يمكن لهذه التدخلات أن تستهدف المنظمات الخاصة – كوكالات الأنباء الكبرى – ولكن أيضا خوادم الشبكة الداخلية الحكومية، مثل وزارة الخارجية، ملحقة أضرارا متعددة بالكيان. ويمكن أن تؤدي هذه الهجمات لشل نشاطها ولتدمير سمعتها و / أو الحصول على وثائق سرية لمعاقبتها اقتصاديا وسياسيا ورمزيا.
في حالة سوني، بالإضافة إلى الخسارة النلتجة عن انتاج وعدم تسويق فيلم المقابلة التي تقتل ! في قاعات السينما، مكنت هذه العمليات من نشر بيانات سرية عامة وتبادل رسائل البريد الإلكتروني بين مسؤولين رئيسيين للشركة الذين ظهروا عنصريين و عديمي الضمير في مراسلاتهم. نضيف أن هذا الهجوم يأتي بعدما خرجت سوني لتوها من قرصنة كبرى لشبكة بلاي ستيشن. لذلك نحن بعيدون عن الصراع بين الدول التقليدي بين الذي يجمع جيشين في ساحة المعركة والذي تركز عليه تحليلات المنظرين الواقعيين.
بدلا من ذلك، فإننا نشهد هنا مواجهة تدور بين شركة هوليوودية كبيرة – عاملة على الصعيد العالمي وبدعم من واشنطن – ومجموعة إجرامية يشتبه في كونها مدعومة من قبل كوريا الشمالية. تشهد هذه الصدمة غير المتوازنة خضوع أحد أكبر الشركات في السينما العالمية ، ضد رأي حكومة بلاده، لابتزاز نشطاء غير معروفين، يستغلون الخوف من هجمات محتملة قد ترتكب في دور السينما. ونحن نشهد “اضطرابا” – وفقا لكلام روزنو – تمكن خلاله بعض الأفراد من زعزعة استقرار عملاقة أمريكية ذات 8 مليار دولار من الإيرادات السنوية. يدل هذاعلى أن العلاقات الدولية قد فقدت الآن طابعها بين الدولي.
المراجع
Best Jacqueline et Paterson Matthew (eds.), Cultural Political Economy, London, Routledge, 2010
Ferguson Yale, Mansbach Richard, A World of Polities. Essays on Global Politics, Abingdon: Routledge, 2008
Rosenau James N., Turbulence in World Politics: A Theory of Change and Continuity, Princeton, Princeton University Press, 1990
Sum Ngai-Lim, Jessop Bob, Towards A Cultural Political Economy. Putting Culture in its Place in Political Economy, Cheltenham, E. Elgar Publishing, 2013
Dec 23, 2014 | Passage au crible (arabe), حقوق الإنساﻥ
مقال: توماس ليندمان Thomas Lindemann
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°122

Source: Wikimedia
لقد دفعت روسيا ثمنا باهظا لضم شبه جزيرة القرم: سقوط حاد في قيمة الروبل، انخفاض عائدات الطاقة، وتجميد أصول القادة في الخارج. لقد قررت الدول الغربية فرض عقوبات عسكرية (الحظر على استيراد وتصدير الأسلحة إلى أو من روسيا) واقتصادية (على سبيل المثال منع المواطنين الأوروبيين من شراء أو بيع الأسهم الروسية) وكذلك تكنولوجية وطاقوية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الدول الأوروبية تحظر الاستثمارات الجديدة لشركاتها في البنية التحتية للنقل والاتصالات وقطاع الطاقة في شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول. كما قرر الاتحاد الأوروبي أيضا تجميد أصول عدد من رجال الأعمال الروس القريبين من الرئيس بوتين. وأخيرا، تبدو روسيا سياسيا معزولة على نحو متزايد. خلال قمة G20 التاسعة في بريسبان، أستراليا، يومي 15 و 16 نوفمبر 2014، استقبل بوتين من طرف مضيفه الأسترالي. تم استبعاد روسيا في البداية من G8 لشهر يونيو في سوتشي واستبداله في نهاية المطاف ب G7 في بروكسل. في هذه الظروف، لماذا قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم ولماذا تدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا على الرغم من التكاليف الاقتصادية والسياسية العالية؟
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
يمكن تناول الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في أربع نقاط رئيسية. حصل التطرف الأول من روسيا حيث لم يبدو اللجوء إلى القوة المسلحة ضد أوكرانيا مستبعدا بعد الحملة الدامية ضد المحتجين في ساحة الميدان في كييف وعزل الرئيس يانوكوفيتش من قبل البرلمان في ليلة 21 – 22 فبراير 2014. في ذلك الوقت، انتقد المتظاهرون قرار الحكومة الأوكرانية بعدم التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. أعلنت الحكومة الجديدة بقيادة أوليكسانر تورتشينوف ثم أرسيني لازينيوك أنها توافق على الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي انتقدت بشدة من قبل روسيا. قررت الحكومة الروسية منح حق اللجوء السياسي للرئيس السابق كما اعتبرت الحكومة الجديدة غير شرعية محذرة من تهديد جديد للفاشية المعادية لروسيا. نذكر الحادثة الثانية من التطرف في 27 فبراير عندما – “لاختبار قدرتها على العمل” – نظمت موسكو مناورات عسكرية مع جيشها البري في المناطق الحدودية مع أوكرانيا. سيطر في 28 فيفري رجال مسلحون على مطار سيمفاروبول. لذلك، فإن العديد من المراقبين يشكون في دعم روسيا للانفصاليين بأوكرانيا الشرقية، خصوصا أن جزءا من الشرق لا يعترف بالحكومة الجديدة. وبالإضافة إلى ذلك، لا يسهل حظر اللغة الروسية في 13 من 27 منطقة التي تكون أوكرانيا انضمام الجزء الشرقي إلى المؤسسات الجديدة. تحدث الخطوة الثالثة في شهر مارس عندما أعلنت شبه جزيرة القرم المكتظة بالسكان الناطقين بالروسية عن استقلالها والوحدة مع روسيا التي قبلت هذا الإعلان على الرغم من التهديدات بعقوبات اقتصادية ثقيلة جدا. وأخيرا، تتميز السلسلة الرابعة بالدعم العسكري الروسي للانفصاليين والمساعدات التي لا تستبعد استخدام القوة المسلحة. خلال خطاب العام الجديد، حذر الرئيس بوتين مواطنيه أنه من المتوقع أن يشهدوا أوقات صعبة اقتصاديا محملا أوروبا مسؤولية هذا الوضع.
الإطار النظري
1. المناهج الشمولية. تخفيف العقوبات. لفهم تطور السياسة الروسية في ضوء السياسة الأوكرانية والغربية، توجد ثلاثة توجهات نظرية رئيسية مع اثنين من المتغيرات الفرعية – التهديد بالعقاب أو الوعد بالثواب – 1) الردع (الواقعية الهجومية)، 2) الهدوء المطمئن (الواقعية الدفاعية)، 3) العقوبات و / أو المكافآت الاقتصادية (الليبيرالية) أو الجزاءات أو المكافآت الرمزية (على سبيل المثال كاستثناء روسيا من قمة G8).
2. التحليل السياقي. ولكن نأخذ طريقا مختلفا يهتم أكثر بالخصائص الاجتماعية للهدف. يأخذ هذا النهج السياقي بعين الاعتبار نوع الشرعية التي يطالب بها قادة مجتمع سياسي. في الواقع، إذا كان يريد الحفاظ على سلطته، يجب على أي صانع القرار النظر أولا إلى كيف تؤثر قرارات السياسة الخارجية على رأس ماله الرمزي في الساحة الداخلية. وفقا لأطروحتنا – ذات الإلهام الفيبري – تدعي الحكومة الروسية حاليا شرعية كاريزمية كحامية الأقليات الروسية والسلاف الأرثوذكس إضافة إلى هوية ذكورية تركز على عرض القوة واحتقار الموت. لذلك، يمكن أن نفهم بشكل أفضل فشل العقوبات الغربية والضرورة الرمزية التي تدفع الحكومة الروسية لإنقاذ إخوتها.
تحليل
بتتبع تطرف السياسة الروسية، نلاحظ أنها تستجيب في البداية لتحديات هامة يمكن أن تسمى نقاط ضعف رمزية من حيث الصورة واحترام الذات. يسبق التوجه الغربي للحكومة الجديدة وحظر اللغة الروسية الفترة الأولى من التطرف. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار الخوف الروسي من ارتباط أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي. كما لا ينبغي لنا أن نقلل من النداءات للإخوة الروس في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا التي لم يحرض عليها بالضرورة الرئيس بوتين. وفيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية ضد روسيا، فإنه من الصعب أن نقول أنها أدت إلى تفاقم الأزمة، ولكنها لم تسهل المفاوضات. و تكشف بالتالي الكرونولوجية أن السياسات الأوكرانية والغربية ظهرت مكلفة رمزيا لصورة البلاد التي يحاول القادة الروس نشرها في العالم و في بلدهم. توضح دوافع القيادة الروسية الاعتبارات الرمزية في اتخاذ القرار لدعم الروس الأوكرانيين. يظهر الرئيس الروسي كصديق سائقو الدراجات و ذو الحزام الأسود في الجودو، كما يظهر دون قميص أو مع نمر، وغالبا ما يرتدي الزي العسكري. فإنه لم يتوقف عن التأكيد على أن روسيا لا تزال قوة عظمى وأن بلاده لديها – على عكس الغرب – صفات من إيثار والتضحية. ومع ذلك، فإن هذا الخطاب يلقى دائما شعبية كبيرة في روسيا ويبقى التصنيف الرئاسي في مستوى عال جدا في الرأي العام.
تتعارض الصورة البطولية والحامية لبوتين مع تنازلات سياسية تحت الضغط الاقتصادي التي قد تجعله يبدو جبانا. ولكن الزعماء الغربيين لا يتجاهلون بالتأكيد هذه القيود رمزية. يجب أن يكونوا واعين مثل بوتين لشرعيتهم التي تستند بدورها على القيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. هذا ما يدفعنا للإشارة لارتباط بين قرارات صناع السياسة الخارجية و الساحة المحلية بما يتفق مع الدور المطالب به.
المراجع
Jego Marie, “Poutine, le mâle absolu”, www.lemonde.fr, 24 janv. 2014
Lindemann Thomas, Causes of War. The Struggle for Recognition, ECPR, Colchester, 2011
Tsygankov, Andrei P., Russia and the West from Alexander to Putin. Honor in International Relations, Cambridge, Cambridge University Press 2014
Dec 17, 2014 | Passage au crible (arabe), حقوق الإنساﻥ, ﺍلصين
مقال: جوستان شيو Justin Chiu
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Source: Wikipedia
اعتمد مجلس الشعب الوطني الصيني في 31 أغسطس 2014 مشروعا تقييدا لعرقلة انتخاب الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ في عام 2017. أثار هذا القرار في أواخر سبتمبر تعبئة واسعة من العصيان المدني التي تسمى الآن ثورة المظلات. يطالب المحتجون الذين معظمهم من الطلاب بتنظيم انتخابات حرة وتعددية بالاقتراع العام لاختيار المسؤول الأساسي لحكومة هونغ كونغ. ومع ذلك، تعاملت سلطات الإقليم – وخاصة بكين- بحزم دون قبول أي مطلب. وأخيرا، فإن الشرطة أخلت في منتصف ديسمبر جميع المواقع المحتلة.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
تطبق الديمقراطية مؤخرا في هونغ كونغ. خلال الفترة الاستعمارية بين 1841 و 1997، تم تعيين ولاة هونغ كونغ مباشرة من قبل العاهل البريطاني. مختارين من السلك الدبلوماسي باستثناء المحافظ الأخير، كريس باتن، الوزير السابق لحزب المحافظين. تم إدخال مبدأ الانتخابات تدريجيا على مستوى الكانتونات (مجلس مقاطعة) في الثمانينات. أجريت انتخابات مباشرة للمرة الأولى في عام 1991 لانتخاب ثمانية عشر عضوا من الستين الذين يشكلون المجلس التشريعي.
ينص الإعلان المشترك والبريطاني الصيني لعام 1984 الذي وقعه رؤساء الوزراء مارغريت تاتشر وجاو جيانج على عودة هونج كونج إلى الصين في عام 1997. كما يضمن أيضا الاستقلال السياسي للإقليم مع المبدأ الشهير “بلد واحد، نظامين”. ومع ذلك، يمثل القانون الأساسي لهونج كونج المعتمد من طرف مجلس الشعب الوطني الصيني في عام 1990 الدستور الحالي. وفقا لذلك، “للمقيمين الدائمين بهونج كونج الحق في التصويت والترشح للانتخابات” (المادة 25). وعلاوة على ذلك، تم الاتفاق على أن ” يتم اختيار المسؤولين التنفيذيين عن طريق التصويت الشعبي، وبعد الموافقة على المرشحين من قبل لجنة ترشيح واسعة التمثيل وفقا لإجراءات ديمقراطية” (المادة 45). وهكذا، يناقش حاليا تكوين لجنة الترشيح والجدول الزمني للتنفيذ.
منذ عام 1997، توالى ثلاثة رؤساء تنفيذيين خلال أربعة ولايات. تم ترشيح كل منهم من طرف لجنة انتخابية. تحصل ليونج تشون يينغ، الرئيس التنفيذي الحالي، على 57.8٪ (689/1193) في عام 2012. ولكن في الواقع، تعتبر هذه نتيجة سيئة للغاية إذا علمنا أن اللجنة انتخابية شملت مندوبين موالين لبكين تقتصر مهمتهم على التصديق على اختيارات المرشح المختار.
وافق مجلس الشعب الوطني الصيني في أواخر ديسمبر 2007 على تنظيم انتخاب الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ عن طريق الاقتراع العام المباشر في عام 2017. لكن هذا المجلس شدد قواعد الانتخابات القادمة في 31 أغسطس عام 2014. يتوجب على المترشحين– أو ثلاثة كأقصى حد– الآن التحصل أولا على الأغلبية في اللجنة الانتخابية التي ستصبح لجنة الترشيح. تبعا لهذا المنطق، فإن الحزب الشيوعي الصيني سيتحكم في عملية الانتخابات منذ البداية. ومع ذلك، تسبب هذا القرار غير الديمقراطي في موجة من الغضب. منذ أواخر سبتمبر، احتلت الشوارع الرئيسية في وسط هونغ كونغ من قبل الطلاب، وسرعان ما انضم لهم جزء كبير من السكان.
الإطار النظري
1. السلطة القائمة على أساس نظام مراقبة مركزية. يخضع الهيكل السياسي في الصين ذو الواجهة الديمقراطية لنظام نومنكلاتورا، وهو طريقة اختيار اقترضت من المؤسسات البلشفية. يسمح هذا النظام غير الشفاف يسمح للحزب الشيوعي الصيني بانتخاب المرشحين في القائمة النهائية. وعلاوة على ذلك، يتم تأسيس قائمة المرشحين من قبل الإدارة العليا من المستوى الأعلى. تضع بذلك الحكومة المركزية في بكين مخططا هرميا للسيطرة على جميع المستويات. ولكن الرغبة في توسيع نطاق هذا الاحتكار للسلطة السياسية إلى هونغ كونغ تدفع السلطات الصينية للدخول هي في صراع مع الحركة العبر الوطنية للمقاومة الوطنية.
2. المواطنة المبنية من طرف شبكة عبر وطنية للمعلومات. لعبت الشبكات الاجتماعية دورا رئيسيا في جميع مراحل الحدث كناقل للمعلومات وأداة تعبئة. تساعد أحدث الابتكارات التقنية في مجال الاتصالات مع فيسبوك وتويتر وغيرها من تطبيقات التقاسم الفورية على تحويل الفضاء الاجتماعي على الصعيد العالمي. في الواقع، يسمح ظهور هذه الشبكات من الشبكات ببروز نقاش ديمقراطي خارج حدود الصين. تتركز ديناميكيتها التي تتمتع بدعم عابر للحدود في الاستعداد العفوي للأفراد وتنمو دون أي زعيم حقيقي أو تنظيم. ومع ذلك، فإن الجانب السلبي لهذه الميزة يكمن في أن هذه التعبئة عفوية، غير منظمة وغير مستقرة في الزمن.
تحليل
يشهد المسرح العالمي اليوم سلسلة من الثورات الشعبية. وعلى الرغم من تكوينات اجتماعية وسياسية مختلفة جدا، تساهم هذه الحركات الداعية للديمقراطية في ظهور مواطنة عبر وطنية بفضل الشبكات الاجتماعية. تبين المظاهرات – في هونغ كونغ وتايوان وفي كثير من بلدان العالم العربي –قبل كل شيء التوترات بين السلطة المركزية للدولة والديناميكيات عبر الوطنية لشبكات الفردية.
أثرت الابتكارات في مجال الاتصالات في السنوات الأخيرة في المجال العام على مستوى نقطتين رئيسيتين. 1) زادت قدرة الأفراد على تأكيد وجهات نظرهم بسبب نشر وتلقي كمية كبيرة من المعلومات والأفكار. يتمتع الأفراد المواطنون المتجمعون بسلطة كبيرة للدفاع عن المصلحة العامة. 2) تقوي الشبكات الاجتماعية من الترابط بين الأفراد والمجتمعات على مستوى العالمي. يثير أي تهديد – حتى لو جاء من الجانب الآخر من العالم – على القيم التي يدافعون عنها الرغبة في النشاط. وعلاوة على ذلك، توفر أي موافقة فورية للآخرين الذين يشاركون نفس وجهة النظر من خلال مثل، تعليق أو نشر يضفي الشرعية على هذه الإرادة.
وبالتالي، فإننا لا نشعر بالدهشة من تنظيم التعبئة الدولية بسرعة في أعقاب العنف من قبل قوات الأمن ضد طلاب هونغ كونغ. نظمت في 1 أكتوبر تجمعات الدعم في ستين مدينة حول العالم، وحشدت كل مرة مئات الآلاف من الناس. يضاف إلى كل ذلك الشواغل التي أعرب عنها العديد من السياسيين الغربيين و الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. لدرجة تذكير رئيس الدبلوماسية الصينية وانغ يي بمبدأ عدم التدخل عند انتقال إلى واشنطن.
ومع ذلك، ضعفت التعبئة مع مرور الوقت في حين حافظت حكومة بكين على الاصلاح في انتخاب الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ. وبعبارة أخرى، فرض نظام نومنكلاتورا المبهم واللينيني نفسه في هونغ كونغ. نلاحظ في هذا الصدد تزامن هذا التطبيع مع وصول الزعيم الصيني الجديد الى السلطة. في الواقع، منذ توليه منصبه في عام 2012، توجب على شي جين بينغ بسط سلطته قبل الترشح لولاية ثانية. لكن على الرغم من القرارات الجماعية التي اتخذتها السلطات المركزية الصينية، تتواجد أصوات متنافرة. في هذه الحالة، يتوجب على الرئيس الصيني فرض نفسه أمام رئيس وزرائه لي كه تشيانغ الذي يدعم المزيد من الإصلاحات. لذلك، يجب السيطرة على المطالب الديمقراطية أو حتى تدميرها في الوقت الذي يحاول فيه شي جين بينغ تأكيد سلطته.
المراجع
Cabestan Jean-Pierre, « Hong Kong : comprendre la révolution des parapluies», Le Figaro, 10 oct. 2014, disponible à la page : http://www.lefigaro.fr/vox/monde/2014/10/10/31002-20141010ARTFIG00244-hong-kong-comprendre-la-revolution-des-parapluies.php
Cabestan Jean-Pierre, Le Système politique chinois : Un nouvel équilibre autoritaire, Paris, Presses de Science Po, 2014
Musso Pierre, Télécommunications et philosophies des réseaux : La Postérité paradoxale de Saint-Simon, Paris ; PUF, 1997
Rosenau James N., Turbulence in World Politics: A Theory of Change and Continuity, Princeton, Princeton University Press, 1990
Dec 10, 2014 | Passage au crible (arabe), الأمن, المنشورات, نظريات العلاقات الدولية
مقال: جان جاك روش Jean-Jacques Roche
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°120
Source: Wikipedia
نظمت فرنسا في 5 ديسمبر 2013 في جمهورية أفريقيا الوسطى عملية سانغاريس العسكرية ، السابعة منذ استقلال البلاد في عام 1960. وصل الجيش الفرنسي إلى بانغي مع مهمة السيطرة على ميليشيات السيليكا (المسلمين) الذين استولوا السلطة وضاعفوا الانتهاكات ضد البالاكا (المسيحيين). كما كان من المنتظر أيضا تمهيد الطريق لتشكيل قوة دولية بعدما وافقت الأمم المتحدة على تشكيليها في نفس اليوم (ميشكا).
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
ابتعد اليوم طيف الإبادة الجماعية في رواندا. ومع ذلك، يظل 2.5 مليون من سكان افريقيا الوسطى يعتمدون على المساعدات الإنسانية. كما يقدر عدد النازحين بمئات الآلاف. وفي الوقت نفسه، انتشرت قوات فرنسية أخرى في تشاد المجاور لإفرقيا الوسطى في إطار جهاز بارخان. يأتي ذلك عقب عملية سيرفال التي نظمت في مالي لمحاربة الإسلاميين الإرهابيين والمهربين والانفصاليين، والذين يهدد تحالفهم استقرار منطقة الساحل كله. في الوقت الذي تنكر باريس مواصلة الممارسات الموروثة من الفترة الاستعمارية وأداءها دور الشرطي، تبرر وجودها في المنطقتين باعتبارات مختلفة: يندرج أول تدخل تحت مبدأ مسؤولية الحماية، في حين أن الثاني يحترم ببساطة اتفاقيات التعاون.
الإطار النظري
وتندرج هذه التبريرات تحت اتجاهين متميزين – وحتى متعاكسين – في نظريات العلاقات الدولية.
1. مسؤولية الحماية. ظهرت في 2001 بعد عمل اللجنة الدولية المعنية بالتدخل والسيادة، حيث عقب هذا المفهوم المفاهيم السابقة كالتدخل، الواجب وحق التدخل. يعكس التطور الدلالي نضوج مشروع ظهر في أوائل الثمانينات نتيجة اقتران أربعة ظواهر. مكنت البحوث الأكاديمية في البداية تقارب المناهج الواقعية (استنادا إلى عمل كينيث والتز وريتشارد أولمان) وحفظ السلام الاسكندنافية (يوهان غالتونغ) من خلال فكرة “الأمن الاجتماعي”. تم إعادة وصف المفهوم بسرعة من طرف لجنة الأمم المتحدة (بالمه، برونتلاند، براندت …) باعتماد “الأمن العالمي”، وهو المصطلح الذي سيعتمد بعد ذلك رسميا من قبل المؤتمر الذي تناول العلاقة بين نزع السلاح والتنمية سنة 1987. يتمثل العنصر الثالث في تطور الدبلوماسية حقوق الانسان التي عارضت القانون الإنساني إلى حد كبير عندما حاصر الأطباء الفرنسيين وزارة لحقوق الإنسان وسهلوا اعتماد القرارين الأولين للجمعية العامة حول التدخل (43/131 و 45/100). وأخيرا، ساهمت المواقف الدبلوماسية للقوى المتوسطة مثل كندا لصالح “التحرر من الخوف” (غاريث إيفانز، لويد أكسوورثي) واليابان المساند “للتحرر من الحاجة” (أوغاتا ساداكو) إلى حد كبير في التحول من جدول الأعمال الدولي . ساعد سقوط جدار برلين كحدث رمزي على تسليط الضوء على التقارب بين هذه الاتجاهات العالمية الأربعة التي أشار لها مؤلفو الليبرالية بظهور “عالم ما بعد ويستفاليا”. بالاستعاضة عن “كرات البلياردو” -التي ترمز لأرنولد ولفرز للعلاقات بين الدول المرتبطة بالمصارعين الهوبزيين – بشبكة العنكبوت لجون بورتون أو الشبكة لنوربرت إلياس، يهدف أتباع هذا العالم الجديد لإيجاد بديل للمنطق الفيبري حول الدول، لتضامن المجتمع المدني لدوركهايم المتحرر من أي ولاء وطني حصري. ولكن سرعان ما حل مكان التدخل “حق التدخل” (قرار 770 لعام 1992)، ثم ” واجب المساعدة الإنسانية “. ويبدو أن هذا المبدأ كان يصبو لدفن مبدأ يعارض واجب أخلاقي (المساعدة الإنسانية) مع القانون الوضعي
للدول قبل أن تقوم اللجنة الدولية المعنية بالتدخل وسيادة الدول بإضفاء الطابع الرسمي على شروط التعايش بين الالتزام بتقديم المساعدة للناس في حالة الطوارئ (“واجب عدم التدخل يتوقف حيث يبدأ خطر عدم المساعدة “، وفقا لفرانسوا ميتران) واحترام سيادة الدول. تم الاعتراف بالمبدأ رسميا في عام 2005 بموجب الفقرتين 138 و 139 من الوثيقة الختامية لقمة الذكرى الستون للأمم المتحدة، كما اعتمد مبدأ مسؤولية الحماية في سبتمبر 2009 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبنت بتوافق الآراء القرار A / RES / 63 / 308.
2. الامتثال للتقليد الواقعي. تتفق عمليات سيرفال وبارخان التي أجريت بالتوازي مع عملية سانغاريس مع تقاليد المدرسة الواقعية. تندرج مبرراتها في الواقع بوضوح ضمن الإطار التقليدي للعلاقات بين الدول. تستند الحجة الأولى على طلب المساعدة من دولة حليفة والحق في الدفاع عن النفس الجماعي المعترف به بموجب المادة 51 من الميثاق. بما أن هذا الدعم ينسجم مع اتفاقيات الدفاع التي أبرمتها فرنسا مع العديد من مستعمراتها السابقة في أفريقيا، فليس من الضروري استخدام أي حجة نظرية لأن أي عدم اتخاذ إجراءات قد يتم تفسيره على أنه مظهر من مظاهر استراتيجية التجنب وعدم الامتثال للالتزامات. وفي الوقت نفسه، توضح مسؤوليات فرنسا التاريخية نحو مستعمراتها السابقة استخدام الخطاب الكلاسيكي لل”رتبة” والدفاع عن “القيم” التي تعتمده عن طريق قواتها المسلحة على حد سواء “كدرع “و” علم ” لطموحات قوتها. على هذا النحو، يعبر جون ميرشايمر عن هذه البعثات البعيدة والباهظة الثمن بمفهوم “نكبة القوى العظمى” الملزمة بالتدخل لتبرير مركزها. وأخيرا، فإن الاحتجاج بالمخاطر الأمنية هو جزء من الواقعية الجديدة التي استبدلت القوة بالأمن كأساس المؤسسات الدولية ( جلاسر، غريكو …). حيث تعتبر أوضاع الدول الفاشلة بالإجماع مصدرا رئيسيا لانعدام الأمن العالمي (الدفاع الكتاب الأبيض عام 2013، واستراتيجية الأمن الأوروبي 2003 و 2008 …)، وهذه التدخلات يمكن بسهولة أن تبررها مصلحة فرنسا في استقرار هذه المناطق الرمادية المرجح أن تمثل في المدى القصير تهديدا مباشرا لأمنها.
تحليل
كيف يمكننا التوفيق بين هذين النهجين المتناقضين من الناحية النظرية، ولكن المفهومين دبلوماسيا. يمكن ذكر ثلاث نقاط هنا. من الواضح أولا أننا نواجه حالات متباينة تتطلب حلولا مختلفة. مثل كندا التي يمكنها إجراء سياسات قائمة على الأمن الإنساني في جميع أنحاء العالم والدفاع عن حقوقها البحرية في الممر الشمالي الغربي بحجج واقعية ، تعتزم فرنسا لاستدعاء قيمها ومصالحها للقيام بعمليات – متكاملة أكثر من أن تكون متناقضة – في المناطق التي لا تتطلب نفس الأجوبة. ثانيا، تم دمج مبدأ اللعبة الليبرالية القائمة على مستويين two-level game الآن في الواقعية (الكلاسيكية الجديدة) والذي يعترف بتأثير الاعتبارات المحلية على الممارسات الخارجية. وهكذا، فإن دعم الرأي العام الضروري في أي عملية من المتوقع أن تدوم مثل بارخان تتوجب من جهة أخرى نوعا من التدخل الإنساني مثل سانغاريس في أفريقيا الوسطى. وأخيرا، تمكن الليبراليون والواقعيون من تخفيف معارضتهم نظرا لأن مفهوم الأمن العالمي – الذي يمثل الأمن البشري أحد مكوناته – يتطلب الأخذ بعين الاعتبار سلامة كل فرد. ومع ذلك، لا يمثل هذا الشرط الضروري للأمن العالمي عنصرا كافيا. في الواقع، يجب علينا الآن أن إقامة توازن جديد بين الحق الطبيعي لأمن الفرد ومطالب القانون الوضعي دون الإشارة إلى الممارسات السابقة.
إذا استمرت مشكلة الاتساق، فيبدو تكاثر التدخلات الإنسانية التي ينادي بها الليبراليون كسبب عدم الاستقرار، في حين أن الواقعية تبني السلام على توازن التهديد. عن طريق إعادة اختراع الحرب العادلة، وينبغي النظر للأسباب الليبرالية الآن كتهديدات لسلام الدول، والتي تم اكتسابها عن طريق نسيان (وتضحية) المجتمعات المدنية. بين الشرين، من الواجب اختيار الأهون، لكن ليس من المؤكد من أن السلام سينتج من تقارب المذهبين الذين يعتبران القوة بأنها ضرورية لسلام الدول (الواقعية)؛ والذي يمكن التضحية به عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدة للناس في حالات الطوارئ (الليبرالية). يجدر بنا لتجنب الآثار السلبية لهذا التقارب أن نهتم بتعاليم المدرسة الحرجة، مع كين بوث، التي تحذر من المخاطر الرئيسية الثلاثة على السلام العالمي 1) عبادة حالات الطوارئ Presentism))، 2) العدالة الانتقالية (culturalism)، و 3) والحياد العلمي المزعوم.
المراجع
Booth Ken, « Human Wrongs and International Relations », International Affairs, 71 (1), 1995, pp. 103-126
Glaser Charles L., « Realist as Optimist. Cooperation as Self help », International Security, 19 (3), Winter 1994-1995, pp. 50-90
Jeangène-Vilmer Jean-Baptiste, La Guerre au Nom de l’Humanité. Tuer ou Laisser Mourir, Paris, PUF, 2012
Roche Jean-Jacques, « La Société Civile et la Guerre », in : Josepha Laroche, Yves Poirmeur (Éds.), Gouverner les Violences. Le processus civilisationnel en question, Paris, L’Harmattan, 2013, pp. 231-246
Ullman Richard, « Redefining Security », International Security, 8 (1), Summer 1983, pp. 129-153
1. اسم فراشة افريقية
Nov 25, 2014 | Passage au crible (arabe), البيئة, الممتلكات العامة اﺍلعالمية
مقال: وايتنغ تشاو Weiting Chao
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°119
Source: Wikimedia
تظاهر مئات الآلاف من الأشخاص في 21 أيلول عام 2014 في المدن الرئيسية في جميع أنحاء العالم لدعم مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. تنظمت المسيرة التي كان يترأسها أساسا المنظمة غير الحكومية آفاز في 158 دولة حول أكثر من 2700 حدث. وعلاوة على ذلك، فقد حشدت الكثير من السياسيين والخبراء والمشاهير مثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور، رئيس مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو، عالم الأنثروبولوجيا جين غودال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وزير البيئة الفرنسية سيغولين رويال والممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
بدأت المناقشات حول موضوع إدارة المناخ في أواخر الثمانينات نتيجة للبيانات العلمية حول تغيير تكوين الغلاف الجوي. تم التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في القمة العالمي بريو في عام 1992. واستنادا إلى – اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، تم تبني بروتوكول كيوتو في عام 1997 الذي يهدف إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والغازات الدفيئة. اعتمدت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية ودخل البروتوكول حيز التنفيذ في فبراير 2005. يمثل هذا الأخير الاتفاق العالمي الوحيد الذي يفرض التزامات على الدول الصناعية. ومع ذلك، مثل رفض الولايات المتحدة المصادقة عليه في عام 2001 عقبة أمام تنفيذه. لهذا السبب، يبقى توقيع أي معاهدة جديدة في مرحلة ما بعد كيوتو صعبا. تبعا للبرنامج الذي وقع في عام 2007 في بالي، كان من المنظر أن توقع الدول على اتفاقية نهائية جديدة في كوبنهاغن في عام 2009. ومع ذلك، على الرغم من التوقعات والضغوط، بما في ذلك من طرف المجتمع المدني، لم يحرز أي تقدم كبير في القمة. خلال المؤتمر الذي عقد في الدوحة في ديسمبر 2012 (COP 18)، تم تمديد بروتوكول كيوتو حتى عام 2020، في حين تم تأجيل اعتماد اتفاق عالمي جديد لعام 2015. وخلال COP 19، الذي عقد في وارسو في عام 2013، قاطعت المنظمات البيئية غير الحكومية لأول مرة مؤتمرا للتنديد بالجمود في العملية وهيمنة الشركات الكبرى في مسار المفاوضات.
اجتمع يوم 23 سبتمبر عام 2014 أكثر من 120 من رؤساء الدول والحكومات بمناسبة قمة الأمم المتحدة في نيويورك من أجل إعادة إطلاق مشروع اتفاق حقيقي يدخل قيد التنفيذ قبل عام 2020. قبل يومين من القمة، تم تنظيم مسيرات في جميع أنحاء العالم، مثل لندن وبرلين وباريس وستوكهولم وروما ونيودلهي، ملبورن و ريو دي جانيرو. تظاهر الآلاف من الناس مع المنظمات غير الحكومية. جمعت في نيويورك أكبر مسيرة تم تنظيمها أكثر من 300 ألف من المشاركين، وانقسمت الى ست مجموعات كل يدافع عن مواضيع مختلفة. ظهر في الخط الأمامي ممثلو الشعوب الأكثر ضعفا والأكثر تضررا من تغير المناخ.
الإطار النظري
1. الدينامكيات الفردية. تتمثل في شبكات الناس العاديين النظمين في نطاق مجموعات معينة. وفقا لجيمس روزنو، إذا تمت دراسة العامل الفردي، نلاحظ أن شعور الخضوع والولاء للأفراد والجماعات لسلطات الدولة يشهد ضعفا. كما نلاحظ في الوقت نفسه أن قدرتهم على التجاوب و الشعور بالقلق بسبب المشاكل الدولية يزداد. ولذلك يجب التأكيد اليوم على أن النظام الحكومي يتعايش مع عملية مركزة متعددة الأطراف. لقد دخلنا فترة من “الاضطرابات العالمية” حيث يلعب المواطنون في بعض الأحيان دورا حاسما في الساحة العالمية. توضح هذه الظواهر ثورة المهارات اللازمة للنشاط. مما يدعونا لإعادة تقييم دور كل منها، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يشير له روزنو بخلط الكبير والصغير mixing micro-macro.
2. السمعة الدولية. يشير هذا المفهوم إلى الناس الذين يستفيدون من صفاتهم الشخصية الخاصة و مهاراتهم لاكتساب هيبة وسمعة تسمح لهم من التدخل في القضايا الدولية لدرجة منافسة الدول في بعض الأحيان. ذكر أيضا روزنو هذا المفهوم القريب من المواطن المؤثرين.
تحليل
على الرغم من الصعوبات التي تواجه تنفيذ تدابير جديدة لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، ازداد مستوى الوعي بشكل ملحوظ منذ التسعينات. أصبح المواطنون أكثر انخراطا في السياسة البيئية بفضل مبادرة من المنظمات غير الحكومية والخبراء ووسائل الإعلام الدولية. ساهمت في كثير من الأحيان المؤتمرات والأنشطة المدنية من تسريع عملية التفاوض خلال المؤتمرات. تجدر الاشارة خلال COP15 في كوبنهاغن في عام 2009، لتجمع نحو 3000 شخص خارج مركز بيلا حيث عقد الاجتماع من أجل عقد “مجلس الشعب” مع المنظمات غير الحكومية وممثلين آخرين. ازداد تأثير العامل الفردي في العقود الأخيرة مع الإنترنت من دون شك. وبالفعل، تمكن هذه التكنولوجيا الملايين من الناس في التفكير في توحيد بسرعة وجهة تشكيل ديناميكية جماعية قوية. وبالتالي، لا تمثل آفاز على سبيل المثال إحدى المنظمات غير الحكومية البيئية، ولكنها منصة عالمية للشبكات الفردية مع خصائص حركة ذات طابع مؤسسي ضعيف ودون سلطة هرمية. تستمد قوتها أكثر من إمكانية تجميع وتضافر العديد من المنظمات غير الحكومية والمجتمعات والأفراد في الشبكات. يمثل هذا الاتحاد الجماعي أفضل ضمان كفاءة ليستمع لهم من طرف الدول التي تسعى بشكل متزايد في للحوار مع مواطنيها. يتم التعامل مع هذا النوع الجديد من التعاون باعتباره استراتيجية محددة لتحسين مشاريع الحد من انبعاث الغازات الحرارية والتكيف مع تغير المناخ.
لا يمثل المتضاهرون المتميزون بشهرتهم ومعرفتهم متخصصون في تغير المناخ، ولكن نخبة دولية تستفيد من ظهور إعلامي قوي لدرجة أنهم يمتلكون في بعض الحالات سلطة أقوى من العديد من الحكام. يتميز هؤلاء الأفراد – مثل الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس بلدية نيويورك، أو أحد نجوم هوليوود – بالقدرة على تعبئة وسائل رمزية على الساحة الدولية. يستمد هؤلاء الأفراد شرعيتهم ليس فقط من أنفسهم ولكن أيضا من المؤسسة التي تشملهم. يوضح التزامهم في الحركة الدولية لمنظمة آفاز قدرتهم على العمل لصالح مكافحة تغير المناخ. وبالتالي، تحصل الممثل ليوناردو دي كابريو الملقب “برسول السلام” من طرف منظمة الأمم المتحدة على ائتمان رمزي ومؤسسي يسمح له بالدفاع عن الشعوب والتحدث باسمها. وبالمثل، بثت هذه الشخصيات للعالم رسالة عاجلة لاتخاذ إجراءات ضد هذا التهديد العالمي بمشيها مع الشعوب المتضررة من تغير المناخ.
تهدف هذه التعبئة غير المسبوقة من طرف المجتمع المدني لتذكير رؤساء الدول بمشاكل تغير المناخ التي تحتاج إلى معالجة بشكل كبير. يستطيع الآن الملايين من الأفراد القادرين على تجميع أنشطتهم من ممارسة ضغط ذو آثار كبيرة في بعض الأحيان على الدول التي تواجه ضعفا وتحديات متزايدة. خلال الاجتماع الذي سيعقد في ليما في ديسمبر 2014، سيتم تطوير مشروع أول لاتفاق عالمي سيعتمد في باريس من قبل جميع البلدان في قمة عام 2015.
المراجع
Chao Weiting, « Le triomphe dommageable des passagers clandestins. La conférence de Doha », in: Josepha Laroche (Éd.), Passage au crible, l’actualité internationale 2012, Paris, L’Harmattan, 2013, pp. 111-115.
Chao Weiting, « Le boycott des ONG, une diplomatie offensive. La conférence de Varsovie sur le réchauffement climatique », in: Josepha Laroche (Éd.), Passage au crible, l’actualité internationale 2013, Paris, L’Harmattan, 2014, pp. 143-147.
Ford Lucy, « Challenging Global Environmental Governance: Social Movement Agency and Global Civil Society », Global Environmental Politics, 3 (2), 2003, pp.120-134.
Laroche Josepha, Politique Internationale, 2e éd.,Paris, L.G.D.J Montchrestien, 2000, pp.176-201.
Le Monde, « New York fait ville pleine contre le réchauffement climatique », 22 sept. 2014.
Rosenau James, Turbulence in World Politics: A Theory of Change and Continuity, Princeton, Princeton University Press, 1990.
Nov 16, 2014 | Passage au crible (arabe), أفريقيا, الصحة العامة العالمية
مقال: كليمون بول Clément Paule
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°118
Source : Wikipedia
تم تأكيد الإصابة الأولى بفيروس إيبولا خارج أفريقيا في 6 أكتوبر 2014: مس المرض ممرضة اسبانية أثناء مشاركتها في رعاية أحد المواطنين المبعوثين الذي أعيد مباشرة إلى مدريد. تجدر الاشارة إلى أن هذا الإعلان قد أتى بعد أيام فقط من تشخيص حالة أخرى في الولايات المتحدة، والمتمثلة في حالة ليبيري قدم إلى دالاس من مونروفيا. يمثل الوباء الذى مس حتى الآن بشكل أساسي ثلاث دول – غينيا كوناكري وليبيريا وسيراليون – تهديدا فوريا يمكن أن يتم تصديره في جميع أنحاء العالم؛ خاصة بعد تحديد أعطال في أنظمة وإجراءات الفحص والرعاية في كل من إسبانيا وتكساس. لدرجة أن وسائل الإعلام الدولية تتحدث عن هوس متزايد للسكان أمام الإصابة بوباء يتميز بأعراض نزيف ومعدل وفيات عالي. عدت الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في 2 نوفمبر عام 2014 4951 حالة وفاة من أصل 13567 حالة مرض تقع في المقام الأول في غرب أفريقيا. لذلك يجب أن نخلص إلى أن إدارة هذه الأزمة الصحية قد أصبحت قضية سياسية كبرى، بما في ذلك في الدول التي لا تتأثر مباشرة بالوباء.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
اكتشف فيروس إيبولا في عام 1976 في وقت واحد في الزائير سابقا – 280 حالة وفاة لكل 318 حالة موثقة – و في السودان. ينتمي الفيروس إلى عائلة الفيروسات الخيطية التي تنقسم إلى خمسة أنواع مختلفة، بما في ذلك سلالة الزائير التي تمثل أصل هذا الوباء في عام 2014. رغم عدم تحديد آليات انتقال هذا المرض الحيواني للبشر – الذي تمثل خفافيش الفاكهة بيئته الطبيعية –، فقد سجلنا عدة حلقات من التلوث الكثيف خلال العقدين الأخيرين. نذكر على سبيل المثال الأزمات العشرين في الغابون وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوب أفريقيا وأوغندا التي أودت بحياة المئات من الضحايا. يتمثل المرض – الذي تتراوح فترة حضانته بين يومين و ثلاثة أسابيع – عادة في حمى نزفية حادة تخثر الدم وتسبب فقدان مناعة شديد، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الصدمة النهائية مع توقف أعضاء متعددة مما يؤدي إلى الموت. أمام غياب أي علاج أو لقاح معتمد، يجب على الرعاية تقليل خطر العدوى عن طريق الاتصال المباشر مع سوائل الجسم والأنسجة للفرد المصاب.
ووفقا للدراسات الوبائية، بدأت الأزمة الصحية التي تمس حاليا غرب أفريقيا في ديسمبر سنة 2013 : يتمثل المريض رقم صفر في طفل عمره سنتين، توفي في قرية في جنوب شرق غينيا- كوناكري تقع على حدود ليبيريا وسيراليون. ومع ذلك، فسوف ننتظر حتى مارس 2014 للاعتراف بالوباء في الوقت الذي ينتشر فيه الفيروس في ليبيريا. بعد فترة هدوء قصيرة في نهاية شهر أبريل، لاحظنا انتشار الوباء من جديد في مايو وامتداده إلى سيراليون ونيجيريا والسنغال. أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم 8 أغسطس عام 2014 حالة “طوارئ الصحة العمومية ذات البعد العالمي” ودعت إلى تعبئة دولية واسعة النطاق أمام ارتفاع عدد الضحايا وعدم قدرة السلطات المحلية على السيطرة على الوضع.
الإطار النظري
1. الاظهار المفاجئ للأزمة. على الرغم من عدة تحذيرات قليلة التداول حول تدهور الوضع الصحي في غرب أفريقيا، أثار تصدير الوباء لأول مرة تغطية إعلامية مفرطة مما دفع بعض صناع القرار أمام حالات الطوارئ لوضع بعض الأجهزة غير المناسبة.
2. التلاعب الخطر بالذعر المعنوي. تم تحديد هذا المفهوم من قبل عالم الاجتماع ستانلي كوهين عندما تمثل حالة أو حدث أو شخص أو جماعة تهديدا لمصالح وقيم مجتمع ما. في هذه الحالة، يسمح هذا المفهوم أن نفهم سلسلة من ردود الفعل غير المتناسبة أو التمييزية للوباء.
تحليل
إذا كان من الضروري التأكيد على الطبيعة غير المسبوقة لهذه الظاهرة التي مست غرب أفريقيا و بذلك المناطق الحضرية – في حين انحصرت الحالات السابقة في المناطق الغابية المعزولة نسبيا من أفريقيا الوسطى –، تجدر الإشارة إلى الاستجابة المتأخرة بسبب جمود المنظمة الصحة العالمية بسبب التقليل من التهديد. أشارت التنبيهات المتكررة لمنظمة أطباء بلا حدود إلى انهيار منتظر للنظم للصحية الضعيفة في ليبيريا وسيراليون بسبب سنوات من الحروب الأهلية العنيفة. واجهت الدول المتضررة تحدي سكانها إلى جانب نقص المختصين – تملك ليبيريا في بداية 2014 خمسين طبيبا لمعالجة 4.3 مليون نسمة – إضافة إلى العدوى المكتسبة من المستشفيات. في غينيا، أشارت الفرق الطبية إلى حالات هروب متعددة عند اقترابها واتهامها بنشر الفيروس: تم قتل ثمانية أشخاص كانوا يؤدون أنشطة التوعية في جنوب البلاد لهذا السبب في منتصف شهر سبتمبر عام 2014. وبالإضافة إلى ذلك، أدت تدابير الطوارئ العاجلة للحكومات في ليبيريا وسيراليون – عسكرة حظر التجول وفرض الحجر الصحي في أحياء بأكملها، وحرق الجثث الإلزامي لجميع الموتى، وإغلاق الحدود – إلى قيام أعمال الشغب في الأحياء الفقيرة. نذكر على سبيل المثال مهاجمة مركز للمعالجة بمونروفيا في أغسطس من قبل متظاهرين مسلحين رافضين تواجد المرضى، مما تسبب في تشتت المرضى وسرقة بعض الأدوات التي قد تكون ملوثة. تندرج مواقف الرفض هذه في التاريخ الحديث للمجتمعات المنقسمة نظرا للصراعات الشديدة التي أفقدت السلطات المركزية مصداقيتها؛ والتي لا تتمكن من التواصل بعقلانية حول الخطر وتبرر ضرورة مراقبة الحركة.
ومن الواضح أن هذه الأجهزة ضرورية لكنها بالكاد مقبولة، وهي قادرة على التأثير سلبيا بسبب الوباء على الاقتصاد مما ينتج خسارة يمكن أن تقدر بمئات الملايين من الدولارات. إذا كانت الاختلالات المالية – زيادة مفاجئة في الإنفاق على الصحة العامة وانخفاض عائدات الضرائب – وانخفاض الإنتاجية هي بالفعل واضحة، ستكون العواقب في الغالب غير مباشرة وفقا لدراسة أجراها البنك الدولي، الذي يسلط الضوء على الديناميكيات الاجتماعية التي يولدها عامل الخوف، أي الخوف من العدوى. نذكر على سبيل المثال إغلاق محطات النقل و أماكن العمل، تباطؤ قطاع التعدين – المحرك الرئيسي للنمو – و القطاع الزراعي – في سياق يتميز بانعدام الأمن الغذائي – مما أدى إلى نقص السيولة وتضخم الأسعار. كما تفاقمت هذه الاضطرابات بفعل إيقاف الخطوط الجوية مع البلدان المتضررة، المقررة من قبل معظم الشركات – كالخطوط الجوية لبروكسل ، خطوط الجوية أريك والخطوط الجوية البريطانية – على الرغم من طلبات الأمم المتحدة، مما يعقد إيصال المساعدات. تبعا لهذا المنطق، فمن المهم التساؤل عن فعالية إغلاق الحدود – المعروفة بسهولة اختراقها – التي طبقتها دول المنطقة مما يمكن أن يحفز الشبكات الغير قانونية الخارجة عن نطاق السيطرة.
تم وضع جدول أعمال متأخر لادارة الأزمة الصحية متميزا بمجموعة من الممارسات والخطابات القائمة على الخوف نظرا لصفتها المفاجئة والمثيرة للقلق. هذا راجع كذلك لأن فيروس إيبولا قد ألهم نوع من أفلام الكوارث – مثل Outbreak (1995) أو 28 Days Later (2002) – و الأعمال الأدبية أيضا، بما في ذلك The Hot Zone ، من أكثر الكتب مبيعا لريتشارد بريستون والذي نشر في عام 1994. يجد وبالتالي الوباء المندلع في غرب أفريقيا صدى خاص في مخيلة العديد من المجتمعات مما يدفعنا لتجنب المنهج المركز على فهم آليات عمل ونقل هذا المرض. اضافة إلى الظهور المتوقع لنظريات المؤامرة، تكمن الصعوبة أساسا في استغلال الهلع الأخلاقي المحتمل من قبل الجهات السياسية لتبرير تدابير تمييزية. أصبحت الأزمة قضية في الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة؛ حيث طالب عدد من المرشحين الجمهوريين بإغلاق منهجي للحدود والحجر الصحي بعد حادث دالاس. وعلاوة على ذلك، فإن القرارات المتعاقبة للحكومات الاسترالية والكندية – التي لم تسجل حتى الآن أي حالات على أراضيها – نهاية أكتوبر بوقف إصدار تأشيرات الدخول لمواطني البلدان المتضررة تشارك أيضا في هذا المنطق الانعزالي الذي استنكرته حكومة سيراليون في الكومنولث. لذلك فان هذه التدابير التمييزية تحجب حقيقة أن مكافحة هذه الآفة العالمية تتمركز بشكل رئيسي في غرب أفريقيا. وفي مواجهة هذا التهديد الفيروسي، يجب على المسؤولين الآن أخذ بعير الاعتبار فكرة الاحتواء المادي للوباء الذي لا يزال ممكنا في الوقت الذي يتميز بتكثيف غير مسبوق من للتدفقات الدولية للسلع والناس.
المراجع
Cohen Stanley, Folk Devils and Moral Panics: The Creation of the Mods and Rockers, MacGibbon & Kee, Londres, 1972
Site de l’UNMEER (United Nations Mission for Ebola Emergency Response) :
http://www.un.org/ebolaresponse/mission.shtml – 20 octobre 2014
World Bank, The Economic Impact of the 2014 Ebola Epidemic: Short and Medium Term Estimates for West Africa, Washington D.C., World Bank Group, 7 oct. 2014, consulté sur le site de la Banque mondiale : http://www.worldbank.org – 22 octobre 2014
Nov 15, 2014 | Passage au crible (arabe), أفريقيا, الأمن, الديبلوماسية
مقال: فيليب هيجون Philippe Hugon
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°117

Source: Wikimedia
قادت حركات الشباب في بوركينا فاسو في أواخر تشرين الأول عام 2014 لرحيل الرئيس بليز كومباوري بعد توليه السلطة منذ عام 1987. مع ما يقرب من 500 ألف شخص في الشوارع، عارض سكان واغادوغو منذ يوم الثلاثاء 28 أكتوبر التعديل الدستوري الهادف لإبقائه في السلطة. أصبح من الواضح أن هذه المحاولة تدخل في نطاق نفس التلاعبات الدستورية التي ارتكبت في الجزائر (2008) وأنغولا (2010) والكاميرون (2008)، وجيبوتي (2010) والغابون (2003)، وأوغندا (2005)، والتشاد (2009)، وتوغو (2002) و المخطط لها في بوروندي، والكونغو برازافيل، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
عرفت فولتا العليا التي أصبحت بوركينا فاسو في عام 1984، والتي شهدت بعد الاستقلال مجموعة من الانتخابات الرئاسية والانقلابات نوعا من الاستقرار لبعض الوقت. وصل النقيب الشاب بليز كومباوري إلى السلطة بعد اغتيال الرئيس توماس سانكارا في عام 1987. فرض كومباوري نظام شبه سلطوي في ظل عهدتين من سبع سنوات واثنين من أربع سنوات. كان ينظر لبوركينا فاسو “كأرض الرجال الصادقين” مستقرة سياسيا واقتصاديا تدار بشكل جيد. إنها أحد أفقر البلدان في العالم على الرغم من مواردها المعدنية من الذهب (80٪ من الصادرات و 20٪ من الميزانية) وإنتاج القطن. لكن تسجل هذه الدولة غير الساحلية نموا اقتصاديا يقارب 7٪ سنويا، مع احترام التوازنات المالية (انخفاض التضخم وعجز الموازنة وتخفيض الدين الخارجي).
نوعت بوركينا فاسو في السنوات الأخيرة شركائها، بخلق علاقات مثلا مع تايوان، إضافة إلى الإستفادة من دعم الولايات المتحدة ومواصلة العلاقات التاريخية مع باريس ومع مستعمراتها القديمة. بإعتبارها قوة دبلوماسية في المنطقة، أصبحت هذه الدولة مؤخرا جزءا هاما من التنظيم العسكري الفرنسي باركان في قلب التعاون الإقليمي ضد الجهاديين. وكانت قد طبقت حتى الآن إجراءات مدنية في اللعبة السياسية دون صلة بالعرق أو بالمراجع الدينية. رغم استناد نظام بليز كومباوري على الهيمنة إلى حد كبير، إلا أنه يفتح المجال للنقاش. أما الجيش، فقد ظل حتى الآن جمهوريا، على الرغم من تمرد في عام 2011. وتعايشت القوى التقليدية بما فيها موغو نابا، ملك موسي والهيئات المشروعة عبر صناديق الاقتراع. ومع ذلك، تحجب هذه الواجهة الإيجابية جوانبا أقل ظهورا. نذكر على سبيل المثال اغتيال توماس سانكارا في عام 1987، والروابط بين بليز كومباوري مع تشارلز تايلور في ليبيريا وسيراليون، أو مع يونيتا في أنغولا. ونذكر أيضا التجارة الغير قانونية للأسلحة والماس.تجدر الإشارة أيضا إلى دوره في التمرد في شمال كوت ديفوار، والعلاقات المبهمة مع القذافي وأخيرا لمسؤوليته في اختفاء الصحافي نوربرت زونغو.
أجبر الرئيس على التنحي لأنه أراد أن يغير الدستور، وهي عملية من شأنها أن تسمح له بالترشح لعهدة جديدة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر 2015 مما أفقد الأوليغارشية السياسية والاقتصادية التي كان يدعمها شرعيتها. لذلك كان اجتماع البرلمان يوم الخميس 30 أكتوبر حاسما، والذي مثل الفرصة للمعارضة لمواجهة ما وصفته “بالإنقلاب الدستوري”. من الناحية القانونية، لا تزال إعادة النظر في المادة 37 التي تحد عدد الولايات بعهدتين ممكنة بطريقتين. تستوجب الأولى تصويت الأغلبية ¾ (96 صوتا) من البرلمان، وهي المؤسسة التي كان من المنتظر أن تصدر قرارها يوم الخميس 30 أكتوبر. أما الطريقة الثانية فتعتمد على إجراء استفتاء. قام بليز كومباوري بتنظيم استطلاع سريا. يمثل حزبه حسابيا (المؤتمر من أجل الديمقراطية والتقدم) 70 من مجموع أصوات البرلمانيين 127. وبالإضافة إلى ذلك، كان مرتبطا مع بعض الأحزاب الصغيرة التي تمثل 11 صوتا. وبالتالي فإنه يفتقر إلى 15 صوتا فقط قام بالتفاوض عليها مع التحالف من أجل الديمقراطية والاتحاد والتجمع الديمقراطي الإفريقي. وبعبارة أخرى، فقد تحصل على 96 صوت الضروري لإعادة الترشح، لكن التعبئة الاجتماعية والمعارضة منعت هذا المشروع. أدت الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين و تدخل قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي إلى قتيل على الأقل مما أثار انتفاضة شعبية رغم الغاء التصويت.
الإطار النظري
1. المطالب السياسية للشباب الأفريقي. يطالب الشباب اليوم بمكانتهم في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي. انهم يعارضون النشاط التجاري والمحسوبية السياسية في ظل غياب توقعات أو نموذج اجتماعي. في بوركينا فاسو، يمثل أبطال مثل توماس سانكارا رموزا لهم. بإطلاعهم طريق الشبكات الاجتماعية، فهم ينتقدون بشدة مبدأ “الرئيس مدى الحياة” الأفرقي. وبعبارة أخرى، تظهر اللعبة السياسية والاقتصادية في أفريقيا كصراع بين الطبقات العمرية.
2. تقويض نظام عبر وطني قوضت. سمحت الموارد المعبأة من خلال التحالفات السياسية والتجارة غير القانونية مع مختلف اللاعبين الإقليميين لكومباوري بتمويل سياسته داخليا، على الرغم من تغير متطلبات شركائه الدوليين.
تحليل
يشير هذ الربيع الأفريقي أو الأسود المشابه للربيع العربي إلى الصراع بين الأجيال. نذكر أن 60٪ من سكان غرب أفريقيا لم يولدوا عندما تولى بليز كومباوري السلطة. و نلاحظ اليوم أن الشباب يريدون لعب دور في اللعبة السياسية. للقيام بذلك، فانهم يعارضون بقوة كبيرة الحكم السياسي للمسنين والبرلمانيين. يشهد شعار ” dégage Blaise ” في ساحة الثورة على هذا التوجه. ومع ذلك، نلاحظ بعض الالتباس حول هذا الانقلاب وبعض التوترات بين القوى الرئيسية: المتظاهرين والقادة السياسيين والعسكريين. يعارض الشباب كومباوري والقوة العسكرية رافضين مصادرة ثورتهم. أما بالنسبة للجيش، فيبقى مقسما بين قسم الأمن الرئاسي الذي يمثل بين 600 و800 ألف رجل مجهز – التي تضم اليوم الرجل القوي الحالي، الليفتنانت كولونيل إيزاك زيدا – كبار الضباط (الجنرالات تراوري رئيس ‘أركان الجيش، كوامي لوغي، الذي شارك مع كومباوري في الانقلاب ضد سانكارا) والقاعدة. في هذا الصدد، أعلن كل من هؤلاء القادة أنه رئيس الدولة مؤكدين على حاجة النظام إلى مواجهة ما وصفوه بالتمرد. من جانبها، تبدو المعارضة منقسمة بين 74 حزبا. يمثل حزب الكونغرس من أجل الديمقراطية والتقدم وحلفائها حوالي ¾ من البرلمانيين. كونت المعارضة الرئيسية التي تتكون من المعارضين الأساسيين الذين غادروا في وقت سابق من هذا العام الكونغرس من أجل الديمقراطية والتقدم (كابوري، ديالو، كومباوري)، على سبيل المثال الحركة الشعبية من أجل التقدم. تتكون المعارضة الرئيسية الأخرى من سانكارا من حزب السانكاريين وديابري. فضل رئيس الجمعية الوطنية الذي كان من المفترض وفقا للدستور، تولي الادارة مؤقتا بعد استقالة رئيس الدولة قررت مغادرة البلاد معه.
في الوقت الحاضر، يتم تغيير ميزان القوى الدولية و العبر الوطنية بشكل جذري. نلاحظ على سبيل المثال أن المؤسسات الأفريقية للاتحاد الأفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تهدد بعقوبات إذا لم يسلم الجيش السلطة للمدنيين في غضون أسبوعين. بالإضافة إلى ذلك، يتمكن الأطراف المانحون من ممارسة الضغوط على الدول التي تمثل المساعدات أكثر من 10٪ من ناتجها المحلي الإجمالي. كما ساند باراك أوباما أيضا مبدأ وصول الأجيال الجديدة بسرعة للمسؤولية والحكم بغض النظر عن تأهيل و خصال “الرؤساء مدى الحياة”. في السياق نفسه، أكد الاتحاد الأوروبي أيضا في 28 أكتوبر “التزامه باحترام الأحكام الدستورية والمبادئ التي حددها الاتحاد الأفريقي والجماعة الاقتصادية حول التغيير الدستوري.”
يمكن أن نفاجأ للوهلة الأولى من مثل هذا الانقلاب و انهيار الدعم الدولي الذي تمتع به حتى الآن نظام وراثي حديث riكومباوري. في الواقع، ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى التغيير الجذري في الأجندة العالمية. لقد أصبح الوضع في بوركينا فاسو استراتيجيا للغاية بسبب حدودها مع شمال مالي التي تتواجد بها القوات الخاصة الأمريكية والفرنسية التي تواجه القوى الإسلامية التي أثبتت قدرة عبر وطنية على التهديد. هذا ما أجبر بعض الجهات الحكومية – مثل الولايات المتحدة وفرنسا – لإعادة ترتيب أولوياتها الدبلوماسية والاستراتيجية.
المراجع
Philippe Hugon, Géopolitique de l’Afrique, Paris, SEDES 2013, 3e ed
Pierre Jacquemot, “Les trois paradoxes du Burkina Faso”, lettre de l’IRIS, 2 novembre 2014
Frédéric Lejeal, Le Burkina Faso, Paris, Karthala, 2002
Oct 28, 2014 | Passage au crible (arabe), السياسة الرمزية, المنشورات, ﺍلصناعة الرقمية
مقال:جوستين شيو Justin Chiu
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa
Passage au crible n°116
Source: Flickr
اجتمع في 9سبتمبر 2014 كل من وسائل الإعلام المتخصصة في التكنلوجيا ذات التقنية العالية والصحافة العامة من جميع أنحاء العالم في مركز فلينت في كوبرتينو لحضور عرض جهاز آي فون 6. قدم هذا العرض الذي بث على المباشر على الإنترنت الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك. حضر هذا العرض العالمي كذلك العديد من المشاهير مثل المطربين الشعبيين جوين ستيفاني والدكتور دري، الذي جاؤوا على متن طائرة خاصة، وكوكو لي، المغنية المشهورة بآسيا، التي أعلن حضورها على الموقع الرسمي للشركة. لقي جهاز آي فون 6 تصفيقا حارا من جمهور مركز فلينت رغم خلوه من الابتكارات الهامة.
> نبذة تاريخية
> الإطار النظري
> تحليل
> المراجع
نبذة تاريخية
في عام 1984، قدم ستيف جوبز أول كمبيوتر ماك في نفس القاعة. من خلال مزيج من الفكاهة والتفوق، أبهر مؤسس شركة أبل المساهمين الذين حضروا هذا الحدث. بتحفيز من الموسيقى التصويرية لفيلم عربات النار، تميزت نهاية العرض التقديمي بصراخهم و تصفيقهم. لذا، قدمت شركة كوبرتينو منتوجا رائعا بجنون – صيغة العرض – إضافة إلى تجربة غير عادية. لذلك يتوقع مستخدمو منتجات آبل أن يعيشوا وقتا مميزا، وهم مستعدون للدفع أكثر القيام بذلك.
في عام 2001، أطلقت شركة أبل أجهزة أي بود لتدخل في سوق تنافسية للغاية للإلكترونيات الاستهلاكية. ظهر اللاعب السمعي لأبل كمتوج عالي النوع و رمزا للترفيه بالنسبة للطبقة الوسطى. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب استخدامه برنامج آي تيونز المثبت على جهاز الكمبيوتر. لذلك يرتبط الاستخدام العملي للماك والترفيهي للآي بود. تبعا لهذا المنطق، يزداد ولاء مستخدمي أبل بشكل كبير مع استخدام أكثر كثافة. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الكلمة الرئيسية keynote لعرض المنتجات الجديدة بقيادة ستيف جوبز سنة بعد سنة موعدا لمجتمع أبل.
في عام 2007، قدم ستيف جوبز الجيل الأول للآي فون، المنتج الذي وصفه بأنه مبدع. منذ ذلك الحين، تم صنع عشرة نماذج. في عام 2013، احتلت شركة آبل المرتبة الثانية لمصنعي الهواتف الذكية وراء سامسونج مع 153.4 مليون وحدة تم تسليمها. ومع ذلك، مع حصة في السوق بلغت 15.3٪، تمكنت أبل تحصيل ما يقارب من 60٪ من الأرباح، أي حوالي 129 مليار دولار (دراسة مكتب أسيمكو). أمام الداخلين الجدد إلى السوق، اختارت شركة أبل عدم اتباع استراتيجيتهم القائمة على الأسعار المنخفضة. بدلا من ذلك، يظهر النموذجين، آي فون 6 و آي فون 6 بلوس كمنتوجات فاخرة أكثر أي وقت مضى بتعدي سعره الرقم الرمزي لألف دولار.
الإطار النظري
1. بناء عالمي لحدث إعلامي. منذ إطلاق أول هاتف آي فون، أصبحت المؤتمرات الصحفية لأبل عرضا عالميا حقيقيا. تهدف هذه المراسم المقدمة سابقا من قبل شخصية ستيف جوبز الكاريزمية ثم الرئيس التنفيذي الحالي تيم كوك، و المبثة على شبكة الانترنت لإظهار القوة الاقتصادية والثقافية للشركة وقدرتها على استقطاب الصحفيين والمستهلكين من جميع أنحاء العالم. يتم إعداد هذه العروض بعناية كبيرة و لم يترك أي شيء للصدفة: يتم حساب كل صورة، كل خطوة لبناء جو غير عادي.
2. النشر المكثف للابتكارات المتزايدة. بعيدا عن كونه منتج مبدع، يقدم الآي فون 6 تحسينين جديدين فقط مقارنة بالإصدارات السابقة: معالج أقوى وشاشة أكبر. ومع ذلك، قوة أبل تكمن بالتحديد في قدرتها على إنتاج هواتف أفضل باستمرار وتنويع أنشطتها. لا يستفيد فقط الهاتف الذكي من التحسين تقنيا، بل يشمل كذلك كامل هيكل الإنتاج والخدمات الخاصة بالمنتجات. إذا عرفت الثورة الرقمية بشكل رئيسي “تسريعا تكنولوجي” (لورينزي)، فمن الضروري تحليل الكيفية التي بنيت أبل نظامها مع جميع أجهزة الأي فون.
تحليل
تظهر طبيعة الكي نوت لأبل مختلفة تماما عن غيرها من الأحداث العالمية التي يتم تنظيمها إما من قبل الدولة كحفل الزفاف الملكي أو عن طريق المنظمات الحكومية الدولية مثل الألعاب الأولمبية. ومع ذلك فنحن نتحدث هنا عن طرف خاص قام بتصميم وأداء عرض من خلال تعبئة الموارد المالية والرمزية عبر الحدود. تمكنت شركة أبل خلال ثلاثين سنة من إضفاء الطابع المؤسسي على مؤتمراتها الصحفية لتصبح الآن موعدا مرتقبا عالميا. وقد ساهمت شخصية ستيف جوبز في ذلك بكثير؛ حيث ارتبط الكاريزما التي يتمتع بها وقدرته على الإقناع ارتباطا وثيقا بسمعة العلامة التجارية. يتوقع في الواقع الصحفيون والمشاهير أن يكونوا مبهورين دائما إلى درجة فتنتهم حتى قبل بدء المؤتمر. يمثل في هذا الصدد الحصول على جهاز الأي فون عرضا للوضع الاجتماعي العالي ولسمة سلطة.
يبحث مستخدمو منتجات أبل عن تجربة شخصية وفريدة من نوعها. كما يفضلونها لأنها من بين جميع الشركات المصنعة للهواتف الذكية، تمثل أبل الشركة الوحيدة ذات العلامة التجارية المتميزة. تسمح لهم هذه الاستراتيجية بتوفير هامش كبير من الفوائد واكتساب ولاء المشترين. مع نظام مغلق حول برامج أي تونز iTunes و أبل ستور، يتوجب شراء ماك، أي فون و أي باد للوصول إلى أفضل الميزات الموجودة في المحطات. لذلك نادرا ما يفكر المستهلكون في ترك العلامة التجارية خوفا من أي خطأ أو عدم التوافق أو من استبعادهم من مجتمع أبل.
تبتكر شركة أبل مثل جميع المنظمات الرأسمالية الأخرى من أجل كسب المزيد من الأرباح. ومع ذلك، في سياق تحرير الاتصالات العالمية، زادت المنافسة مع الشركات الصينية ذات التكلفة المنخفضة مثل هواوي و كزايومي. يحقق بذلك أصحاب المصلحة قدر كبير من الاستثمار في مشاريع البحوث التطبيقية مفضلين المشاريع ذات المدى القصير على حساب البحوث الأساسية. في هذا السياق، يجدد المصنعون باستمرار خطوط منتجاتها دون أن تتضمن اكتشافات هامة. نلاحظ هكذا أن دورة حياة الهواتف الذكية في انخفاض مستمر، في حين شعور المستهلكين بضرورة شراء أحدث طراز. ومع ذلك، مع تراكم الابتكارات الصغيرة، غير الهاتف الذكي بشكل كبير الطريقة التي نعيش بها منذ عشر سنوات.
خلال عرض الآي فون 6 ، تم تقديم خدمة الدفع بالتماس الخاصة بأبل. وبذلك سيتم أخيرا تعميم هذه الطريقة للدفع التي تطبقها سامسونج وسوني حتى الآن دون نجاح يذكر مع هذا النموذج الجديد. في الواقع، نلاحظ منذ إطلاق كل من أجهزة أي بود، اي فون و أي باد أن شركة أبل تتقن ليس فقط نتشر التكنولوجيا الجديدة، ولكن يمكنها أيضا الاعتماد على ولاء مستخدميها لعيش تلك التجارب.
المراجع
Chiu Justin, « L’anarchie mondiale dans la téléphonie mobile », in : Josepha Laroche (Éd.), Passage au crible, l’actualité internationale 2012, Paris, L’Harmattan, 2013, pp. 117-122.
Dayan Daniel, Katz Elihu, La Télévision cérémonielle : anthropologie et histoire en direct, trad., Paris, PUF, 1996.
Le Monde, « La grande et les petites révolutions d’Apple », 11 sept. 2014.
Lorenzi Jean-Hervé et Villemeur Alain (Éds.), L’Innovation au cœur de la nouvelle croissance, Paris, Economica, 2009.
Strange Susan, Mad Money, Manchester, Manchester University Press, 1998.
Strange Susan, States and Markets: An Introduction to International Political Economy, Londres, Pinter, 2e éd, 1994.
Veblen Thorstein, The Theory of the Leisure Class, [1899], New York, Dover Publications, 1994.