PAC 138 – الاعتبار الهامشي للبحار التأطير المحدود لقمة COP21

مقال: فاليري لوبران Valérie Le Brenne
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible N° 138

Océan COP21Source: Pixabay

عقد في باريس من 30 نوفمبر إلى 11 ديسمبر 2015 المؤتمر الحادي والعشرين لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي سميت “COP21”. بعد مفاوضات مكثفة، اتفق المفاوضون على مذكرة مكونة من أربعين صفحة تهدف للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بدرجتين.
تم الأخذ بعين الاعتبار المحيطات أخيرا في الهامش بعد تجاهلها في البداية. على هذا النحو، تنص ديباجة المرفق على أن “الأطراف في هذا الاتفاق […] يعترفون بأهمية ضمان سلامة جميع النظم الإيكولوجية بما في ذلك المحيطات”.
نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية

تجمع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية التي وقعت في قمة الأرض عام 1992 في ريو 196 عضوا اليوم. تعترف فيها جميع الدول بوجود تغير المناخ بشري السبب وتتفق للحد من انبعاثات غازات الدفيئة. ويتوقع النص الذي دخل حيز التنفيذ في عام 1994 عقد مؤتمر سنوي للأطراف (COP) لوضع مراجعة للسياسات التي طبقت في هذا المجال والتفاوض حول الترتيبات الجديدة.
في عام 1997، انتهت قمة COP3 مع التوقيع على بروتوكول كيوتو الذي عين رقميا “إلى البلدان المتقدمة والاقتصادات أهدافا لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة” (أيكوت، 2015). ولكن أدى كل من عدم مصادقة الولايات المتحدة والنقص الواضح في النتائج إلى أزمة عميقة تكرست ذروتها في كوبنهاغن في عام 2009. وبعد عامين من المناقشة، فشلت الدول الأعضاء في الاتفاق على مضمون المعاهدة المقبلة لتصبح نافذة المفعول في عام 2020. وفي وقت لاحق، مثلت قمة باريس الموعد النهائي لاتفاق عالمي بعد أن تم تأجيلها لعام 2015 كمؤتمر الفرصة أخيرة.
كما تجدر الشارة للدور الذي لعبه الفريق الدولي المعني بتغير المناخ في صياغة وتسجيل قضايا المناخ على جدول الأعمال السياسي. تأسس هذا الفريق في عام 1988، ويهدف إلى توفير “تقييمات مفصلة للدولة من المعلومات العلمية والتقنية والاجتماعية والاقتصادية بشأن تغير المناخ وأسبابه وآثاره واستراتيجيات الاستجابة المحتملة”. كما نشر منذ إنشائه خمسة تقارير (1990، 1995، 2001، 2007 و2013-2014) يرافقها كل منها ملخص لصانعي القرار التي وضعتها الهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتقنية.
حذر هؤلاء الخبراء في آخر تقاريرهم من آثار تغير المناخ على المحيطات. وعلاوة على المخاطر الناجمة عن ارتفاع منسوب المياه، فقد أفاد هؤلاء العلماء بتحمض مزدوج وارتفاع درجة حرارة البحار بسبب امتصاص حوالي 30٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية في الغلاف الجوي. في الواقع، تؤثر هذه التحولات البيولوجية الكيميائية على كافة النظم البيئية البحرية وتهدد بالفعل بقاء كثير من الأنواع.

الإطار النظري
1. الشرعية العلمية لقضية بيئة. لقد ساهم نشر الفريق الدولي المعني بتغير المناخ للنتائج العلمية الأخيرة عن حالة المحيطات في زيادة مشروعية القضية البيئية. هذا يظهر كيف أن بنية المعرفة (سوزان سترانج، 1994) تلعب دورا رئيسيا في صياغة وتنفيذ البرنامج السياسي المتعلق بمشاكل المناخ.

2. تجميع الموارد الهجينة. على الرغم من التحذير الذي أطلقه الفريق الدولي المعني بتغير المناخ ، لم يدرج موضوع المحيطات في برنامج 21COP. وللتغلب على هذا الوضع، اجتمعت مختلف الجهات الفاعلة في المجتمع المدني والمجتمع العلمي والقطاعين العام والخاص في منهاج المحيط والمناخ (POC). وهكذا، نظمت على هامش مفاوضات باريس “أيام المحيط للمناخ” من 02-06 ديسمبر.

تحليل
نشير أولا إلى أن هذه المسألة لم تظهر فجأة في المناقشات الدولية بشأن تغير المناخ. في الواقع، وذكرت تقارير سابقة نشرتها المجموعة حالة خطيرة لا سيما حول توقع المخاطر الناجمة عن ارتفاع مستويات البحر. ومع ذلك، فقد كشف أحدث تقرير صادر عن فريق الخبراء حالات طوارئ جديدة. في هذه الحالة، يساهم هذا الترشيد في عملية إضفاء الشرعية مع تشجيع المبادرات للحفاظ على البيئة البحرية. نبدأ بذكر تكوين اللجنة العالمية للمحيط في لندن في فبراير 2013. نشرت هذه اللجنة التي تتألف من شخصيات سياسية مثل وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند أو رئيس كوستاريكا السابق خوسيه مانويل فيغيريس في يونيو 2014 تقريرا بعنوان من التراجع إلى الترميم، وهو خطة إنقاذ المحيط العالمي يشكل محتواها التوجيهي عنوانا لصانعي السياسات. كما نذكر أيضا مشروع بحث بعثة تارا التي نشرت في المجلة الأمريكية المرموقة علوم Science في مايو 2015. وقد حددت نتائج هذا العمل على سبيل المثال عواقب الاحتباس الحراري على كائنات العوالق التي تمثل قاعدة الحياة البحرية. كما نكر تكوين المؤتمر السنوي محيطنا في عام 2014 من قبل جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي. تميزت الطبعة الثانية التي نظمت في فالبارايسو في تشيلي في سبتمبر 2015 منه بالعديد من التصريحات الرسمية بشأن إنشاء محميات بحرية هامة خاصة واحدة تقع حول جزيرة الفصح. وأخيرا، عشية افتتاح COP21 ، وقعت إحدى عشرة دولة دعوة Because the Ocean التي أطلقتها الحكومات الشيلية والفرنسية، ومنظمة الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، ولجنة المحيط العالمي، ومعهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية و بعثات تارا. ويدعو هذا الإعلان على وجه الخصوص: “1) لنشر الفريق الدولي المعني بتغير المناخ لتقرير خاص حول المحيط، 2) احترام هدف التنمية المستدامة رقم 14 المكرس للمحيط والموارد البحرية 3) إنشاء مجموعة عمل “المحيط” تحت رعاية الاتفاقية الإطارية “.
لم يكن هذا الاهتمام كافيا لإدراج الموضوع في برنامج قمة باريس. هذا هو السبب في تحالف دولي لأصحاب المصلحة من المجتمع المدني والأوساط العلمية والقطاعين العام والخاص وتجميع مواردهم ضمن مجموعة المحيط والمناخ. تهدف هذه المجموعة التي تكونت في 10 يونيو 2014 بدعم من لجنة علوم المحيطات الحكومية الدولية التابعة لليونسكو “للأخذ بعين الاعتبار أفضل للمحيط في مفاوضات المناخ”. بالإضافة إلى طلب المحيط المناخ – وهو التماس على الانترنت تحت خبيرة المحيطات الأمريكية سيلفيا إيرل –، حققت مجموعة POC تسع توصيات تكمل تلك التي اقترحتها اللجنة العالمية للمحيط في عام 2014. وأخيرا، أعطى تنظيم أيام المحيط للمناخ في نطاق الجيل المناخ في باريس له ثقلا في قلب المنطقة الزرقاء من أجل تعزيز التفاعل مع الأطراف المعنية في عملية التفاوض. بيد أن هذه المبادرات لا تحجب بأي شكل من الأشكال حقيقة أن COP21 عالجت أخيرا قضية المحيطات في الهامش. ولكن هذا يبقى مفاجئا في ضوء المعطيات العلمية المعروفة اليوم والمقلقة جدا.

المراجع

Aykut Stefan, « Désenclaver les négociations climatiques. L’enjeu crucial de la COP 21 à Paris », Passage au crible (133), Chaos international, 20 sept. 2015

Aykut Stefan C., Dahan Amy, Gouverner le climat ? 20 ans de négociations internationales, Paris, Presses de Sciences Po, 2015
Strange Susan, States and Markets : An Introduction to International Political Economy, Londres, Pinter, 1994
Site officiel du GIEC, disponible à l’adresse suivante :
https://www.ipcc.ch/home_languages_main_french.shtml. Dernière consultation le: 9 janvier 2016
Site officiel de la Plateforme Océan & Climat, disponible à l’adresse suivante : http://www.ocean-climate.org/. Dernière consultation le : 10 janvier 2016

PAC 137 – التزام نوبل ضد الإسلامية الرباعية التونسية، نوبل للسلام لعام 2015

مقال: جوزيفا لاروش Josepha Laroche
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n° 137

Tunisie manifestationsSource: Wikipedia

منحت لجنة نوبل التي اجتمعت في أوسلو هذا العام (9 أكتوبر 2015) جائزة السلام للجنة الرباعية الرائدة لأكثر من عامين “حوار وطني” في تونس. حيث أشادت على “مساهمتها الحاسمة في بناء الديمقراطية التعددية في تونس بعد” ثورة الياسمين “عام 2011”. تتكون هذه المجموعة من أربع منظمات من المجتمع المدني: 1) الاتحاد العام التونسي للشغل (2 اتحاد أرباب العمل تيكا »الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (3 « رابطة حقوق الإنسان التونسية (4 الهيئة الوطنية للمحامين. اعتبرت لجنة التحكيم أن هذه المنظمات قد لعبت دورا هاما في حل الصراع بين الإسلاميين ومضادو الإسلاميين الذي هدد بإغراق البلاد في حالة من الفوضى.

نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية
في شتاء عام 2010، كان الخريج التونسي محمد بوعزيزي يبيع الفواكه والخضروات في سوق مدينة سيدي بوزيد مثل الكثير من المواطنين والشباب العاطلين عن العمل. ألقي القبض عليه من قبل الشرطة وتمت مصادرة بضاعته نظرا لعدم امتلاكه لأي ترخيص إداري. نظرا لعدم قدرته على الدفاع عن قضيته، أشعل النار في نفسه في17 ديسمبر 2010. ونتيجة لذلك، عبر السكان التونسيون عن تضامنهم مع الشاب من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى قرية. وفي الوقت نفسه، تظاهروا ضد الحكومة المتهمة بأنها المسؤولة عن البطالة والفساد التي تقوض الاقتصاد. في الأيام التالية، اشتعل البلد بأكمله نظرا لاستجابة الحكومة لهذه الفعاليات الشعبية بقمع الشرطة. أخيرا، انهار النظام بعد شهر من أعمال الشغب وتنظيم الإضرابات العامة. وعلى الرغم من تعديل وزاري طفيف وعدد قليل من خطابات التهدئة، أجبر الرئيس زين العابدين بن علي على الفرار الى المملكة العربية السعودية في 14 يناير 2011، منهيا بذلك 23 عاما من الحكم دون تقاسم. ولذلك فإننا نتحدث عن “ثورة الياسمين” لوصف هذا التسلسل التاريخي.
قام محمد الغنوشي بتشكيل حكومة انتقالية للوحدة الوطنية. وفي الوقت نفسه، تم إطلاق سراح جميع سجناء الرأي، في حين استعادت رابطة حقوق الإنسان حقوقها وتم اعلان مبدأ الحرية الكاملة للإعلام. وأخيرا، تم حل وزارة الاتصالات التي اتهمت في ظل حكم بن علي بفرض الرقابة على الصحافة ومنع حرية التعبير. وأمام الضغوط، أجبر الغنوشي بدوره على الاستقالة في 27 فبراير 2011 وحل محله الوزير السابق لبورقيبة، الباجي قايد السبسي. تم الحفاظ على حالة الطوارئ السارية خلال الفترة بعد يناير 2011. بعد الانتخابات البرلمانية في 26 أكتوبر 2014، التي ترى فوز حزب نداء تونس المعادي للإسلاميين، حلت جمعية ممثلي الشعب محل الجمعية التأسيسية. في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت 21 ديسمبر 2014، فاز قايد السبسي في الانتخابات مع 55،68٪ من الاصوات مقابل 44،32٪ للمرزوقي. وبالتالي أصبح أول رئيس فاز بعد انتخابات ديمقراطية وشفافة. يبدو أن تونس قد استعادت بعض الاستقرار بعد أن شهدت عدة سنوات من عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات المؤسساتية. ومع ذلك، شهدت منذ ذلك الحين عدة ضربات و العديد من العمليات الاسلامية. نذكر على سبيل المثال هجوم الدولة الإسلامية ضد متحف باردو، الذي وقع في 18 مارس 2015 والذي ذهب 24 شخصا (21 سائحا، وكيل قانون وإرهابيين) ضحيته كما أصيب 45 شخص. كما نذكر مسؤولية داعش في الهجوم في سوسة، والتي خلفت 39 قتيلا و 39 جريحا في 26 يونيو 2015 في منتجع مرسى القنطاوي. وأخيرا، فقد ادعت المنظمة الإرهابية مرة أخرى مسؤوليتها في الهجوم الانتحاري الذي وقع في تونس 24 نوفمبر 2015 وضرب الحرس الرئاسي.

الإطار النظري
1. نوبلة (nobélisation) عملية العلمنة. تظهر دبلوماسية نوبل التي بنيت على مدى عقود اليوم بشكل جيد وكاملة الوضوح. تقوم على أساس القيم الإنسانية المنصوص عليها في 1895 من قبل ألفريد نوبل في وصيته، وتبدو الآن قادرة على لعب دور في القضايا الدولية الكبرى. وهكذا، عن طريق منح جائزة نوبل للسلام لهذا العام لدعم المدافعين عن تونس علمانيا وديمقراطيا على سبيل المثال، ترغب اللجنة النرويجية في التعبير عن دعمها في مواجهة الإسلاميين ضدهم. في هذه الحالة، فهي تعتزم التأثير بوزنها الرمزي في الصراع السياسي الذي يدور حاليا في هذا البلد. كما أنها تتخذ بالتأكيد موقفا بجانب جميع أولئك الذين يكافحون في جميع أنحاء العالم ضد منظمة داعش.
2. نوبلة مجتمع مدني ككل. لا تسمح الشروط الصارمة لمنح الجوائز المفصلة من قبل ألفريد نوبل التي تم تأسيسها في عام 1901، لأي من اللجان – الفيزياء، الكيمياء، الفيزيولوجيا-الطب، الأدب والاقتصاد – من تتويج أكثر من ثلاثة فائزين بكل جائزة. لذلك نلاحظ في هذه الحالة تحايل لجنة تحكيم أوسلو على هذا الحظر من خلال تعيين اللجنة الرباعية كمستفيد وحيد. ومع ذلك، من خلالهم، يجب علينا أن نفهم أن مؤسسة نوبل قد قررت تمييز ومكافأة ودعم كل المجتمع المدني سياسيا.

تحليل
نسجل اليوم مئات الآلاف من القتلى نتيجة الحرب المستعرة على مدى السنوات الأربع الماضية في سوريا. نذكر أن هذه الحرب قد اندلعت في عام 2011 في أعقاب الربيع العربي التي بدأته ثورة الياسمين التونسية. احتل إسلاميو الدولة الإسلامية الذين يقودون القتال ضد قوات الرئيس بشار الأسد الشيعي وكذلك ضد الأكراد العديد من المدن والأقاليم الكبيرة وخاصة شرق سوريا. هذا ما أدى لتدويل هذا الصراع حيث تدعم كل من روسيا وإيران عسكريا النظام، في حين يحاول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة احتواء زحف الإسلاميين. ومع ذلك، فإن نجاح هؤلاء المحاربين لا يمكن اختزاله في هذه المنطقة الجغرافية، بل على العكس من ذلك. في الواقع، يبدو أن كل من العراق، كينيا، ليبيا، مالي، نيجيريا، الصومال وأفغانستان – لو ذكرنا الحلقات الضعيفة الرئيسية فقط –تتأثر بشكل دائم من قبل الحركات الإسلامية، بدءا من داعش، والجبهة الإسلامية، تنظيم القاعدة، وبوكو حرام، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و حتى الجماعة الإسلامية المسلحة.
في هذا السياق الدولي، ينطوي اختيار nobéliser هذا العام الرباعية التونسية على معنا ثقيلا. يجب تحليل منح جائزة نوبل لهذه الجمعيات التونسية الأربعة التي تناضل لصالح حقوق الإنسان والعلمانية كالتزام سياسي بالوقوف بحزم إلى جانبها وتقديم الدعم لها في هذه المهمة. من خلال تزويدها بهذه الجائزة، تقدس مؤسسة نوبل ليس فقط توجهاتها السياسية عن طريق نقل سمعة عالمية، ولكن في الوقت نفسه تركز على الخط الدبلوماسي الذي تتبناه سنة بعد سنة الذي يتميز باتساق عام قوي وعزم ثابت على التمسك بدوكسا نوبل في مواجهة الدول. للقيام بذلك، لا تتردد المؤسسة – عبر نظام المكافأة العالمي – في التدخل في بعض النزاعات الجارية، بهدف معلن هو التأثير على المنطق السائد، وحتي تغييره وهذا ما يمثل تدخلا سياسيا دبلوماسيا. لذلك نذكر على سبيل المثال في عام 2013 منح اللجنة النرويجية الجائزة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تعمل منذ 1997 على ضمان الامتثال لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي وقعت في 1993. في ذلك الوقت، نشطت هذه المؤسسة تحديدا في القضية السورية، منذ هجوم كيماوي في 21 أغسطس 2013 بالقرب من دمشق. في هذه الحالة، فإن دبلوماسية نوبل تساهم في تحقيق السياسات العليا جنبا إلى جنب مع الدول. وبالتالي فإنه يتدخل في الساحة العالمية للعب دور في معالجة الصراع السوري. وعلاوة على ذلك، تفرض هذه المؤسسة نفسها كطرف في هذه الحرب إلى جانب الحكومات عن طريق بناء جدول أعمال دولي ينطوي على هذه المفاهيم المرتبطة بالأمن الجماعي والتعددية.
تتبع نفس المنطق الدبلوماسي التي تتعلق بهذه الطريقة: 1) تمييز الصراع، 2) اتخاذ موقف واضحمن خلال نوبلة أحد أطراف النزاع، 3) التدخل كمحدد للمعايير الدولية من خلال العمل قدر الإمكان على تقديسها. ومع ذلك، نذكر أن مكافأة المجتمع المدني التونسي بأسره يمثل نوبلة مبتكرة تماما. يمثل هذا الاختيار الفريد خطوة إجرائية جديدة. كما يؤكد هذا القرار القوة الرمزية لجهاز نوبل الذي يحافظ بالتأكيد على تأثيره على الساحة الدولية وعلى سياسات الدول وفقا لتوجيهاته.

المراجع

Benberrah Moustafa, La Tunisie en transition. Les usages numériques d’Ennahdha, Paris, L’Harmattan, 2014. Coll. Chaos International
Bono Irène, Hibou Béatrice, Meddeb Hamza, L’État d’injustice au Maghreb. Maroc et Tunisie, Paris, Khartala, 2015
Laroche Josepha, Les Prix Nobel. Sociologie d’une élite transnationale, Montréal, Liber, 2012, 184 p
Laroche Josepha, « L’interventionnisme symbolique de la diplomatie Nobel », in : Laroche Josepha (Éd.) Passage au crible de la scène mondiale. L’actualité internationale 2013, Paris, L’Harmattan, 2014, pp. 119-123
M’rad Hatem, Le Dialogue National en Tunisie : Prix Nobel de la Paix 2015, Paris, Editions Nirvana, 2015

PAC 136 – الرقابة السياسية على انعدام الأمن الصناعي انفجارات تيانجين، 12- 15 أغسطس 2015

مقال: كليمون بول Clément Paule
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n° 136

Tianjin explosionSource : BBC

في مساء يوم 12 أكتوبر 2015، هز انفجار قوي مدينة تيانجين، رابع مدينة أكثر اكتظاظا بالسكان في جمهورية الصين الشعبية. ذكرت وسائل الاعلام الصينية أن سبب الحادث يتمثل في حريق هيكل كان يحتوي على الإيثانول ومنتجات تضم الكحول. نذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها هذه المدينة المكونة من 15 مليون نسمة – والتي تقع شمال شرق البلاد على بعد مائة كيلومتر من العاصمة بكين  هذا النوع من المشاكل. قبل شهرين، دمرت سلسلة من الانفجارات الضخمة منطقة بينهاى المينائية والمناطق السكنية المجاورة، حيث قدر عدد القتلى الرسمي بحوالي 173 قتيلا على الاقل ونحو 700 جريح. تم التعرف على أصل الكارثة في مستودع تابع لشركة روي هاي الصينية للخدمات اللوجستية  والذي يضم كميات كبيرة من المواد الكيميائية الخطرة . وفي هذا السياق، ذكرت وسائل الإعلام وجود مئات الأطنان من سيانيد الصوديوم في نفس المبنى  تستخدم خصوصا في تعدين الذهب ، والتي تعرض السكان لخطر تلوث المياه و الهواء. لهذا السبب وضعت السلطات الصينية خطة طوارئ تنطوي على اخلاء 6000 شخص و تنظيم عمليات تنظيف واسعة النطاق. في المجموع، تأثرت 17000 أسرة و 1700 شركة من جراء هذه الأحداث وفقا لوكالة الأنباء شينخوا Xinhua، في حين قدرت دراسة أجراها بنك كريدي سويس الأضرار بحوالي 1.3 مليار دولار.
نبذة تاريخية
الإطار النظري

تحليل
المراجع

نبذة تاريخية
نذكر في البداية بعض العناصر الدورية التي تمكن من تحديد هذه الأزمة في التاريخ الحديث للصين. يتميز الوضع الاقتصادي في الوقت الراهن بتباطؤ النمو الذي يتم انتقاد أرقامه على نحو متزايد، في حين تخفيض الحكومة لقيمة اليوان مرتين. تجدر الإشارة سياسيا إلى تكثيف مكافحة الفساد تحت قيادة السكرتير الأول شي جين بينغ، مما أدى إلى اعتقال العديد من قادة الحزب الشيوعي الصيني. يشير بعض المفكرون مثل جان بيار كابستان لزيادة الانتقاد داخل نظام يواجه وهن نموذج موضوع منذ الثمانينات. نضيف الاشارة إلى سلسلة من الكوارث الصناعية الكبرى : نذكر الانفجار الذي وقع في أغسطس 2014 في مصنع قطع غيار السيارات في كونشان  146 ضحايا  أو الحريق القاتل في مذبح في عام 2013 في مقاطعة جيلين. على هذا النحو، نشرت المنظمة غير الحكومية China Labour منذ أواخر 2014 أكثر من ثلاثمائة حادث مماثل أدت إلى وفاة المئات من العمال.
في هذا السياق، تمتلك بلدية تيانجين أهمية استراتيجية كالبوابة البحرية للعاصمة بكين وكمركز نقل دولي ولوجستي. ما يقرب من 540 مليون طن من المواد سنويا تمر من هناك، مما يجعل مينائها يحتل أحد المراكز العشرة الأولى في العالم. شهدت المدينة القريبة من الحكومة المركزية نموا غير مسبوقا منذ عقود لدرجة أن أطلق عليها اسم مانهاتن الجديدة. نذكر على سبيل المثال المنطقة الاقتصادية الخاصة في بينهاى التي من المفترض أن تجسد الابتكار التكنولوجي في الطيران، والالكترونيات، والبتروكيماويات و الأدوية. يقدر ناتجها المحلي الإجمالي بحوالي 143 مليار دولار في عام 2014، حيث شهد زيادة 15.5٪، أي أكثر من ضعف المعدل الوطني. ومع ذلك رافق هذا التطور تحضر عشوائي وتدهور بيئي مرتبط بالتصنيع المكثف في السنوات الثلاثين الماضية. تضرب كارثة من 12 أغسطس 2015 بالتالي في قلب رمز يبلور مفارقات التحديث الذي نتج عن مسيرة قسرية.

الإطار النظري
1. « ثقب أسود « للعولمة. يرجع انعدام الأمن الصناعي الذي أظهره هذا الحادث ذلك إلى التحايل المنهجي على الأنظمة الاقتصادية. وعلاوة على ذلك، فإن منطق رأسمالية المحاسيب  crony capitalism  الذي يميز النظام الصيني يخلق مناطق عدم الحكم، “الثقوب السوداء” (سوزان سترانج) تهدد في نهاية المطاف سلطة الدولة.
2. الإسناد الانتقائي للمسؤولية. في مواجهة هذه الأزمة المعقدة، تستخدم الحكومة الأساليب المستخدمة في كوارث سابقة مثل زلزال سيشوان في عام 2008. وبالإضافة إلى السيطرة على المعلومات التطبيقية، يجب تحديد الجناة الذين سيتحملون وحدهم الإفلاس العام للنظام السياسي الإدارية.

تحليل
كشفت التحقيقات المختلفة في الكارثة بسرعة عن سلسلة من المخالفات وعدم الامتثال للمعايير على الرغم من التعزيز الأخير للتشريع. احتوى المستودع المنكوب على أربعين مرة مما يسمح به القانون من سيانيد الصوديوم ، كما لم يتقدم أصحابه بطلب للحصول على الترخيص اللازم مسبقا. كما تقع أول المنازل على بعد حوالي 600 متر من موقع الانفجار، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى القانوني المحدد بكيلومتر واحد. ولكن تجدر الاشارة إلى أن شركة هاي روي اللوجستية Rui Hai Logistics لا تعمل خارج أي إطار تنظيمي حيث مرت بنجاح عدة عمليات رقابة إضافة إلى مراجعة حسابات إحدى الشركات المتخصصة. ومع ذلك، فإن التصريحات التي أدلت بها لم تشير إلى المشاكل بالقرب من المناطق السكنية. تكشف هذه الانتهاكات المتكررة لإجراءات السلامة عن مدى التواطؤ بين المسؤولين في المدينة والمؤسسة المعنية. كما اعترف مساهمو الشركة في وقت لاحق باستخدامهم شبكة علاقاتهم  التي يشير لها في الصين مفهوم جوانكسي guanxi  ورشوة الموظفين لتطوير أنشطتها. وتشير مثل هذه التكتيكات المفترسة إلى تعميم السلوكات المنحرفة التي لم يتمكن المسؤولون في المدينة على ما يبدو من القضاء عليها لعدم وجود الإرادة أو الوسائل.
نلاحظ أن الاستجابة للطوارئ ليست خالية من الأعطال. أشارت بعض المصادر لغياب خبرة رجال الاطفاء التعاقديين الذين تم ارسالهم في الخط الأمامي لإخماد حريق ممركز. لدرجة حدوث انفجارات أخرى بسبب استخدام المياه على بعض المواد  مثل سيانيد الصوديوم  التي تطلق غازا قابلا للاشتعال عند اتصالها بالماء. وعلاوة على ذلك، أنتج الإخلاء المتسرع للآلاف من الناس وعدم وجود اتصال واضح أثناء الأزمة موجة غير عادية من الانتقادات. كما جمعت مظاهرات عفوية مئات من السكان القلقين حول تلوث الماء والهواء بسبب المواد الكيميائية الضارة. كما طالب المتظاهرون حلولا لإعادة التوطين. ولكن البعض فقط تمكنوا من الاستفادة من اتفاق التعويض. وفي مواجهة هذه التحديات وباسم مكافحة الشائعات والمعلومات الخاطئة، فرضت الحكومة الصينية رقابة منهجية على الأصوات المعارضة. تم غلق عشرات المواقع من قبل إدارة الفضاء الإلكتروني. كما تم حظر المئات من حسابات مستخدمي الشبكات الاجتماعية وي شات WeChat و سينا وايبو Sina Weibo. في بيان بتاريخ 18 أغسطس 2015، انتقدت منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية هذه الرقابة المشددة التي تكرست من خلال ابعاد مجموعة من الصحفيين الأجانب بطريقة وحشية في بعض الأحيان. استنكرت بعض وسائل الاعلام الوطنية القريبة من الحزب الشيوعي الصيني والتي أمرت بنشر البرقيات الرسمية من انعدام شفافية بعض المسؤولين مما شجع على انتشار نظريات المؤامرة.
أطلقت الحكومة المركزية سلسلة من التحقيقات القضائية التي أدت إلى اعتقال أكثر من عشرة أشخاص، بدءا من قادة هاي روي اللوجستية. كما تم اتهام بعض كبار المسؤولين أيضا مثل يانغ دونغليانغ، مدير الهيئة العامة للسلامة في العمل. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن هذا القمع المستهدف يعبر عن استمرار مكافحة الفساد التي بدأها شي جين بينغ منذ توليه السلطة في عام 2012. يهدف حتى الآن تكتيك فردية اللوم هذا خاصة إلى تهدئة السكان. لكن هذه الاستراتيجية لا تمحو غياب الإصلاحات الهيكلية التي تهدف إلى تطوير ثقافة إدارة المخاطر في البلاد. إذا كانت هذه الكارثة تبطئ مؤقتا استراتيجيات ريادة الأعمال في تيانجين، أدى مدى الضرر على المدى القصير لتدخل نوع آخر من اللاعبين. نذكر استيعاب شركات التأمين الصينية والدولية لجزء كبير من الأضرار. في المستقبل، قد يساهم هذا القطاع بصورة غير مباشرة في تنظيم أكثر فعالية من نظام سياسي قائم على مبدأ السرية والذي يعاني من تضارب المصالح.

المراجع

Cabestan Jean-Pierre, Le Système politique chinois. Vers un nouvel équilibre autoritaire, Paris, Presses de Sciences Po, 2014.
Laroche Josepha, « La mondialisation : lignes de force et objets de recherche », Revue internationale et stratégique, (47), 2002, pp. 118-132.
Site de l’ONG China Labour Bulletin : http://www.clb.org.hk [25 octobre 2015].

PAC 135 – ظهور نظام إجرامي الإنترنت المظلم والبيتكوين، أدوات الجريمة الإلكترونية

مقال: أدريان شرقي Adrien Cherqui
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n° 135

Dark Web BitcoinSource: Flickr

أعلنت هيئة تداول السلع الآجلة الأمريكية، وهي وكالة أمريكية للتنظيم المالي، في 17 سبتمبر 2015 أن أي شكل من أشكال العملة الافتراضية يمكن اعتباره سلعة. يهدف هذا الإعلان لتأمين معدل التذبذب للبيتكوين بإعطاء السلطة لهذه الهيئة من خلال مراقبة هذه العملة الشعبية في الصفقات التي تتم في السوق السوداء في نطاق الإنترنت المظلم Dark Web.

نبذة تاريخية
الإطار النظري

تحليل
المراجع

نبذة تاريخية
الويب المظلم هو جزء من شبكة الإنترنت التي لا تفهرسها محركات البحث التقليدية. وبالتالي، فهو جزء لا يتجزأ من الويب العميق الذي يختلف عن الويب السطحي. لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق أدوات مخصصة مثل شبكة TOR المجهولة. يخضع هذا الجزء الكبير من شبكة الإنترنت لاستخدامات مختلفة، ويمكن أن يكون وسيلة حرية التعبير في مواجهة الأنظمة السياسية المتحكمة في شبكة الإنترنت. كما يمكن أن يستوعب الأنشطة غير المشروعة كالجرائم الإلكترونية.
يمثل طريق الحرير Silk Road الذي أسسه روس أولبريشت Ross Ulbricht في فبراير 2011 أحد أهم مواقع التجارة الموجودة في الويب المظلم. منذ بدايته، اقترح منتجات غير مشروعة مثل المخدرات والأسلحة النارية والوثائق المزورة أو أرقام بطاقات مصرفية. ومع ذلك، تم إغلاقه في المرة الأولى في أكتوبر 2013 قبل أن يتم تعليقه بشكل دائم في نوفمبر 2014 بعد عملية أونيموس المشتركة المنظمة من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي، يوروبول، يوروجست وغيرها من المنظمات التي تهدف لوقف أكثر من 410 من المواقع المماثلة.
مثل عام 2015 سنة حاسمة لهذا النظام الاجرامي الإلكتروني. في 4 فبراير 2015، أدين روس أولبريشت الذي جمع ثروة من 18 مليون دولار بسبع تهم بما في ذلك قرصنة الكمبيوتر، الشركة الاجرامية، غسل الأموال وتهريب المخدرات. وفي وقت لاحق، اعترف شون بريدج Shaun Bridges، أحد العملاء الفيدراليين الذين شاركوا في التحقيق، باختلاسه 820 ألف دولار في إطار التحقيق. مع هذه الإغلاقات المتتالية، ظهرت منصات تداول أخرى على هذا الجزء من شبكة الإنترنت. نذكر على سبيل المثال Evolution Market التي تحتل مكانة رائدة بين هذه الأسواق السوداء. لكن في مارس عام 2015، أغلقت هذه السوق فجأة أبوابها في ما يبدو أنه عملية نصب واحتيال واسعة النطاق. قام مسؤولو السوق بسرقة من 12 إلى 35 مليون يورو كبيتكوين خلال عملية exit scam، والتي كانت ملكا لمستخدمي Evolution Market. وتلت ذلك أزمة حيث فقدت هذه العملة الافتراضية 22٪ من قيمتها أمام الدولار، في الوقت الذي نشر المؤشر النسبي مقارنة بالدولار في بورصة نيويورك منذ مايو 2015.

الإطار النظري
1. التحول الرقمي للجريمة. يمكن أن توفر الأدوات التكنولوجية للشبكات الإجرامية اليوم الوسائل التي تمكنها من تجنب ضوابط السلطة العامة. ولذلك، لم يعد هناك عقبة أمام توسع الجريمة عبر الوطنية.

2. الدور التنظيمي للدولة. تم بناء الدولة الحديثة عن طريق تعيين سلطات تنظيمية قوية من خلال احتكار العديد من الوظائف التي تعتبر ضرورية لممارسة الهيمنة السياسية. وقد أظهر نوربرت إلياس أن الاحتكار التدريجي للأنشطة الاقتصادية والسياسية في الجهاز الإداري يعطها سلطة قوية، بما في ذلك فرض العملة.

تحليل
أنتج تطوير ودمقرطة أدوات الاتصالات والإنترنت تغيرات عالمية عدلت جميع أشكال التفاعل الاجتماعي. تظهر الأفكار والسلع والخدمات سهلة الوصول عبر الإنترنت، وتساهم في عملية التحول الرقمي التي تتميز بضعف مفاهيم الحدود والزمن. بحيث أدت شبكة الإنترنت إلى إعادة تعريف التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تعرفها حتى الآن السلطات العامة. توفر شبكة الإنترنت، وعلى وجه التحديد الإنترنت المظلم، الدعم المثالي للأفراد الماهرين skillful individuals (Rosenau)عن طريق السماح لهم بتجاوز برامج الرصد وأجهزة الرقابة من خلال عدم الكشف عن هويتهم وتتبعهم.
ويمثل أيضا الويب المظلم واجهة لبيع السلع والخدمات غير المشروعة. ينشط في نطاقه عدد متزايد من اللاعبين في نطاق سوق تنافسية للغاية قادتها Agora،Alphabay ، Nucleus. شهد سقوط طريق الحرير Silk Road ظهور أسواق سوداء مماثلة تساهم في بناء نظام جنائي معقد. يعمل كل طرف على ابتكار استراتيجيات جديدة للحصول على المزيد من حصص السوق. للقيام بذلك، ولدت مختلف الأسواق السوداء ديناميكية من الاحتراف والتخصص في المنتجات (البيانات المسروقة، والبرمجيات الخبيثة، والأجهزة، والمخدرات، والأسلحة، والوثائق المزورة، والسلع المزيفة، الخ) واللغات المعتمدة. كما اعتمدت أيضا ابتكارات وتقنيات متعلقة بتأمين عمليات الشراء. يتم تعيين أنظمة التسجيل عن طريق مشاركة الخيار والدعوة، كما يتم إجراء المعاملات عن طريق ضمان ينطوي على طرف ثالث. قد تفرض رسوم دخول على البائعين الجدد، كما تم خلق منتديات من أجل تبادل الخبرات بين المشترين. وأخيرا، تم تطوير محرك بحث خاص. أطلق عليه اسم غرام، والذي يفهرس المقالات من عدة منصات ويزيد من نفوذها. يكشف هذا التكوين الإلزاسي الجديد تغييرات عميقة داخل الجريمة العابرة للحدود التي تتجه الآن نحو التقنيات الجديدة. بتفضيلها للفضاء الإلكتروني في تطوير أنشطتها، بنت هذه الشبكات شكلا من أشكال القوة الرقمية cyberpower كما عرغها جوزيف ناي. وبعبارة أخرى، استغلت الجريمة الإلكترونية شبكة الإنترنت لصالحها باستخدامها لأدواتها الخاصة.
تستخدم هياكل الجريمة الإلكترونية هذه في الأغلبية البيتكوين للهروب من سيادة الدولة وتطوير هذا الاقتصاد الموازي. تسمح هذه العملة بالقيام بمعاملات سرية نسبيا نظرا لعدم مركزيتها وعدم استجابتها لمؤسسة إصدار رسمية. في الواقع، يتم تسجيلها في blockchain يمثل تاريخ التبادلات. يعتمد مجرمو الإنترنت المدركون للمخاطر التي يشكلها هذا السجل على خدمات مختلفة تمكنهم من إخفاء هويتهم وغسل البيتكوين التى أصبحت موضع تكهنات تحققت بفضل غياب أي هيئة تنظيمية. تتاح الفرصة للمستخدمين للحصول على المال من دون الحاجة إلى إجراء أي معاملة. نفهم قيمة البيتكوين للأشخاص الذين يرغبون في البقاء خارج المجال القانوني. ومع ذلك، بانتهاكه احتكار الإدارة العامة بشأن تنظيم العملة، يعمل البيتكوين على تحدي سلطة الدولة.
ولذلك، فإننا نفهم على نحو أفضل اهتمام بلدان مختلفة المتزايد بهذه العملة. ومع ذلك، لا يزال موقفهم متباين بشأن مسألة الاعتراف الرمزي. في حين أن تايلاندا منعته منذ فترة طويلة على سبيل المثال، كانت المانيا من أول المعترفين بها رسميا. وأمام عدم قدرتها على مكافحة فعالة ضد الجريمة الإلكترونية، فضلت بعض الحكومات تطبيع البيتكوين. وهذا ما ينطوي على تشريع استخدامها والسيطرة على تبادلها. أما بالنسبة للبنوك، فهي مهتمة الآن بالبيتكوين وتكنولوجيتها للتكيف بشكل أفضل. لاحظ أن باركليز أعلنت أنها ستسمح في البداية بتبادل البيتكوين لتلقي التبرعات للجمعيات الخيرية. يمثل الاعتراف بهذه العملة جزءا من الاستثمارات الضخمة للبنوك في الشركات الناشئة في قطاع Fintech مما يمثل استثمارا مستقبليا. في الواقع، أعلن تقرير نشر في 17 مارس 2015 من قبل شركة تحليل أبحاث جونيبر أن البيتكوين ستصل إلى ما يقرب 5 مليون مستخدم بحلول نهاية عام 2019.
لذلك نؤكد كيف تشارك العملة الافتراضية و الإنترنت المظلم في البنية التحتية واقتصاد الجريمة الإلكترونية بسبب خصائصها الجوهرية. تساهم هذه الأدوات المترابطة في تسريع نشر القوة لصالح الشبكات الإجرامية التي تعمل الدول على كبح أنشطتها.

المراجع

Even Maxence, Gery Aude, Louis-Sidney Barbara, « Monnaies virtuelles et cybercriminatilité : état des lieux et perspectives », 2014, note stratégique disponible à cette adresse :
http://www.ceis.eu/fr/system/files/attachements/note_strategique-monnaies_virtuelles_fr_0.pdf
Herlin Philippe, Apple, Bitcoin, Paypal, Google : la fin des banques ? : Comment la technologie va changer votre argent, Paris, Eyrolles, 2015.
McCusker Rob, R. (2006) « Transnational organised cyber crime: distinguishing threat from reality », Crime, Law and Social Change, 46 (4-5), 2006, p. 257-273.
Observatoire du monde cybernétique, « Cybercriminalité 2.0: guerre entre les blackmarkets », 39, juin 2015, p. 2-5.
Rosenau James N., Turbulence in World Politics: a Theory of Change and Continuity, Princeton, Princeton University Press, 1990.
UIT, « Understanding Cybercrime : Phenomena, Challenges and Legal Response », septembre 2012, rapport disponible à l’adresse suivante :
http://www.itu.int/ITU-D/cyb/cybersecurity/docs/Cybercrime%20legislation%20EV6.pdf
Untersinger Martin, « Les coulisses de l’opération « Onymous » contre des dizaines de sites cachés illégaux », Le Monde, 11 novembre 2014, disponible à l’adresse suivante:
http://www.lemonde.fr/pixels/article/2014/11/11/les-coulisses-de-l-operation-onymous-contre-des-dizaines-de-sites-caches-illegaux_4521827_4408996.html

PAC 134 – إعادة نشر شاقة لمنظمة الصحة العالمية تفشي وباء إيبولا في غرب أفريقيا

مقال: كليمون بول Clément Paule
ترجمة: مصطفى بن براح Benberrah Moustafa

Passage au crible n° 134

Ebola World Health OrganizationSource : Flickr CDC Global

في 14 سبتمبر 2015، أعلنت السلطات الصحية في سيراليون عن وفاة فتاة مصابة بفيروس إيبولا في شمال مقاطعة بومبالي. نشير في هذا المجال إلى أن المنطقة لم ينتشر فيها الوباء منذ ستة أشهر. حيث أعربت الدولة عن أملها في الوصول إلى عتبة اثنين وأربعين يوما من دون إصابات جديدة – ضعف فترة الحضانة القصوى – مما يعني نهاية العدوى. يذكرنا هذا الوضع بمثال ليبيريا حيث ظهرت من جديد الحمى النزفية في أواخر يونيو 2015، شهرا ونصف بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن دولة “خالية من فيروس إيبولا” . إذا كان الوباء قد تراجع منذ الذروة التي لوحظت بين سبتمبر وديسمبر عام 2014، لا يبدو أنه قد تمت السيطرة على الوضع تماما مع اقتراب موسم الأمطار ونقص المساعدات الإنسانية. تم تسجيل أكثر من 28 ألف حالة حاليا – منها 11300 قاتلة – تقع جميعها تقريبا في غرب أفريقيا. يبقى هذا التقييم محدودا وفقا لمنظمة الصحة العالمية التي تولت الإشراف على العمليات من أغسطس عام 2015. ومع ذلك، قد عانت هذه المؤسسة من انتقادات من قبل منظمة أطباء بلا حدود تندد بموقفها “غير المسؤول” إلى رئيس البنك الدولي الذي عبر عن أسفه متحدثا عن “فشل ذريع”.

نبذة تاريخية
الإطار النظري
تحليل
المراجع

نبذة تاريخية
تذكر في البداية بعض العناصر لفهم دورمنظمة الصحة العالمية في إدارة المخاطر الصحية التي تعلنها منذ إنشائها في عام 1948. وعلى الرغم من نجاحها في مواجهة مرض الجدري في عام 1980، أدى عدم القضاء على الملاريا وتحديات تكيف فاعل اعتبر مسيسا ومبذرا إلى ضعفه تدريجيا في السنوات التالية. يجب انتظار الإصلاحات الهيكلية خلال التسعينات، لا سيما في ظل إدارة الدكتور برونتلاند (1998-2003)، لرؤية المنظمة تؤكد ريادتها في مقاومة أوبئة السارس (التهاب الجهاز التنفسي الحاد) في مارس 2003 وانفلونزا الطيور سلالة H5N1. لا تتردد منظمة الصحة العالمية في هذه المناسبة عن مواجهة الحكومة الصينية التي تتهمها بحجب المعلومات. مع شعبة جديدة للأمراض المعدية في عام 1996 وخاصة شبكة GOARN (الشبكة العالمية للإنذار والاستجابة) في عام 2001، تستند المؤسسة الصحية الآن على إصدار 2005 من اللوائح الصحية الدولية، صك قانوني ملزم للدول الأطراف ال196. ومع ذلك، ضعفت مصداقيتها عند مواجهة وباء H1N1 الفيروسي 2009: انتقدت منظمة الصحة العالمية في الواقع لتهويلها غير المبرر، كما كان خبراؤها موضوع شكوك حول تواطؤ محتمل مع صناعة المستحضرات الصيدلانية.
ظهر في هذا السياق فيروس إيبولا في غرب أفريقيا في مارس 2014 في المناطق الريفية في غينيا- كوناكري. بعد نبيهها من طرف منظمة أطباء بلا حدود، يبدو أن منظمة الصحة العالمية تعمل على الحد من التهديد بقولها أن انتشار الحمى النزفية تحت السيطرة. بعد التباطؤ المضلل في نهاية أبريل، انتشرالمرض مرة أخرى ليصل في مايو إلى المناطق الحضرية في ليبيريا وسيراليون قبل أن يمس نيجيريا. أمام النمو المتسارع في عدد الضحايا وعجز السلطات المحلية، أعلنت المنظمة أخيرا حالة طوارئ صحية عامة مثيرة للقلق الدولي في 8 أغسطس، أربعة أشهر ونصف بعد بداية الوباء. ويأتي هذا القرار المتأخر في وقت تطورت فيه حالة من الذعر المعنوي تميزت بتدابير تمييزية تتعارض مع اللوائح الصحية الدولية، مثل إغلاق الحدود من جانب واحد و تعليق الروابط الجوية. تعيق هذه التدابير وصول المساعدات، في حين تغذي وهم امكانية احتواء الوباء.

الإطار النظري
1. الفشل الواضح للحكم العالمي للصحة. فشلت منظمة الصحة العالمية المهمشة بسبب جمودها في ضمان قيادتها في إدارة أزمة تمس أطرافا آخرين.
2. القضايا الهيكلية لإصلاح لازم. بعد كارثة صيف عام 2014، تسعى المؤسسة الصحية لاستخلاص العبر من خلال تغيير طريقة عملها وأولوياتها. ومع ذلك، فإن أوجه القصور التي رصدت تخص وجهات نظر مختلفة تتعلق بدور المنظمة في حد ذاته.

تحليل
في البداية، يتم الاستجابة للطوارئ في الغالب من قبل المشغلين غير الحكوميين – مثل منظمة أطباء بلا حدود – جنبا إلى جنب مع العاملين في المجال الصحي الوطني. لم يستجب مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لأفريقيا بسرعة حيث تم اتهامه بالتعاون مع بعض الحكومات التي تحاول التقليل من خطورة الوضع لطمأنة المستثمرين في مجال التعدين. من دون استراتيجية اتصال حقيقية، لم تستطع المنظمة الدولية توضيح أنشطتها مع النظام الإنساني ككل أو فرض احترام معاييرها الخاصة أمام ردود الفعل غير متناسبة من طرف بعض الدول. على هذا النحو، يشير تعيين مخضرم الأزمات الصحية منسقا خاصا لمنظومة الأمم المتحدة في 12 أغسطس 2014 إلى سيطرة على حساب منظمة الصحة العالمية. وبعد شهر، سمحت المصادقة بالإجماع على القرار 2177 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإعتبار هذا الوباء تهديدا للأمن الدولي، كما خلق بعثة الأمم المتحدة للاستجابة في حالات الطوارئ للايبولا. يمثل إنشاء هذا الهيكل الجديد بقيادة المديرين التنفيذيين ذوي الخبرة تنكرا لمنظمة الصحة العالمية التي تلعب دورا ثانويا.
في أكتوبر عام 2014، واجهت منظمة الصحة العالمية وسائل الاعلام التي نشرت محتويات مذكرة داخلية تجرمها وتظهر عدم كفاءة موظفيها وتسييس بعض التعيينات. في وقت لاحق، تم نشر غيرها من الوثائق من طرف وكالة اسوشيتد برس تشير إلى أن ترددات منظمة الصحة العالمية مرتبطة بالخوف من التوترات الدبلوماسية مع الدول المتضررة، بالنظر إلى التأثير المحتمل لهذا الموقف المثير للقلق في الجانب الاجتماعي والاقتصادي. كما ينبغي أيضا تذكر الجدل السابق حول وباء إنفلونزا H1N1 التي يمكن أن تكون قد لعبت دورا في في إدارة المؤسسة الصحية الحذرة. نظرا لانتقادها، قررت المنظمة عقد اجتماع استثنائي في جنيف في 25 يناير 2015: إذا ندد العديد من المتحدثين ببطء وفشل الاستجابة الدولية، يؤكد تبني قرار بالإجماع دور منظمة الصحة العالمية في إعداد وإدارة هذا النوع من الطوارئ. تشمل بعض التدابير التي أعلن عنها إنشاء صندوق خاص بقيمة 100 مليون دولار، ونشر “قوة احتياط عالمية للصحة العامة” واستخدام لجنة من الخبراء المستقلين لتقييم الأنشطة التي تقوم بها. نشر في يوليو 2015 تقرير حول أنشطتها يدعو إلى إصلاح شامل للأدوات والمعايير.
في هذه المرحلة، من المناسب أن نذكر بعض القيود التي تؤثر على عمل منظمة الصحة العالمية، بدءا من ميزانيتها. مع 4 ملايير دولار لبرنامج سنتين، تظهر المؤسسة عاجز مقارنة مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية التابعة لمنظمة الدول المتحدة – 6.9 مليار دولار لعام 2014 – أو مؤسسة غايتس. وعلاوة على ذلك، فإن هذه الأموال تأتي أساسا من التبرعات – التي شهدت ركودا منذ الأزمة المالية لعام 2008 – والتي غالبا ما ترتبط باستخدام محدد وبالتالي تقييد و تحديد الأولويات. إذا أمكن أن تعزى المرونة المحدودة لمنظمة الصحة العالمية إلى تقارير من قوى داخلية أو عمل جد بيروقراطي، يتجاوز بعض الكتاب مع ذلك هذه التفسيرات البنيوية. بدلا من ذلك، فإنها تشير إلى فشل الخيال الإداري للمنظمة الدولية التي لم تتمكن من تطوير التهديد على هذا النحو، حيث تم التعرف على فيروس إيبولا والتحكم فيه في الماضي. وبشكل عام، فإن الجهل المتبادل بين الجهات الفاعلة الإنسانية وتلك التابعة لمنظومة الصحة يوضح وجود فجوة بين القيادة التي تظهرها منظمة الصحة العالمية – التي تعطيها مظهر فاعل تشغيلي فوق وطني – ودورها كوكالة متخصصة في مجال الاستشارات والتنسيق. يبدو أن هذا التباين يحافظ على مجموعة من التصورات الخاطئة عن هذه المؤسسة. وبالتالي، فإنها تصبح وصمة عار غير مبررة أحيانا و رمز توقعات لم تتحقق. ما وراء الإصلاح المعياري أو المالي، تعمل منظمة الصحة العالمية الآن على توضيح الهوية المؤسسية الموروثة من مسار معقد يتأرجح بين الصفة السياسية والخبرة الفنية.

المراجع

Guilbaud Auriane, Le Paludisme. La lutte mondiale contre un parasite résistant, Paris, L’Harmattan, 2008. Coll. Chaos International
Lakoff Andrew, Collier Stephen J., Kelty Christopher (Éds.), « Issue Number Five: Ebola’s Ecologies », Limn, janv. 2015, consulté sur le site de Limn : http://www.limn.it [10 août 2015]
Paule Clément, « L’illusoire confinement d’une crise sanitaire. L’épidémie Ebola en Afrique de l’Ouest » in : Josepha Laroche (Éd.), Passage au crible de la scène mondiale. L’actualité internationale 2014, Paris, L’Harmattan, 2015, pp. 137-142. Coll. Chaos International
Paule Clément, « Une remise en cause du savant et du politique. Dividendes et suspicions mondiales autour des politiques de vaccination », Passage au crible (12), 26 janv. 2010, consultable sur le site de Chaos International :http://www.chaos-international.org
Paule Clément, « Le traitement techniciste d’un fléau mondial. La troisième Journée mondiale du paludisme, 25 avril 2010 », in : Josepha Laroche (Éd.), Passage au crible de la scène mondiale. L’actualité internationale 2009-2010, Paris, L’Harmattan, 2011, pp. 129-134, Coll. Chaos International
Rapport du panel d’experts indépendants intitulé « Report of the Ebola Interim Assessment Panel », publié le 7 juillet 2015 et consultable sur le site de l’OMS : http://www.who.int [15 août 2015]